Maidat Aflatun
مائدة أفلاطون: كلام في الحب
Genres
وقد ذكر ثاؤن ما صنفه أفلاطون من الكتب ورتبه، وهو كتاب السياسة فسره حنين بن إسحاق في كتاب النواميس، نقله حنين، ويحيى بن عدي، وكان يسمي كتبا بأسماء الرجال الطالبين لها، وهي في فنون متعددة؛ منها كتاب الجنس في الفلسفة، كتاب لاخس في الشجاعة، كتاب أرسطوطاليس في الفلسفة، كتاب خرميذس في العفة، كتابان سماهما الفيناذس في الجميل، كتاب أوتوذيمي في الحكمة، كتابان سماهما أقناه، كتاب جورجياس، كتاب أوتوفرن، كتاب أسين، كتاب فاذن، كتاب قريطن، كتاب ثالطلطس، كتاب قيلوطوفن، كتاب قراطولس، كتاب سوفسطن، كتاب طيماؤس (أصلحه يحيى بن عدي)، كتاب قرمانيذس، كتاب فدرس، كتاب مينس، كتاب أبرخيس، كتاب مانكسانس، كتاب أطليفرس، كتاب طبماؤس (ثلاث مقالات)، كتاب المناسبات، كتاب التوحيد، كتاب في العقل والنفس والجوهر والعرض، كتاب الحس واللذة، كتاب مسطسطس، كتاب تأديب الأحداث، كتاب أصول الهندسة، وله رسائل موجودة. وقال ثاؤن: أفلاطون يرتب كتبه في القراءة، وهو أن يجعل كل مرتبة أربعة كتب؛ يسمى ذلك رابوعا،
6
وعرف أفلاطون وشهر في زمن أرطخشاست من ملوك الفرس، وهو المعروف بالطويل اليد، وهو يشتاسف الملك الذي خرج إليه زرادشت، والله أعلم.
وقال ثاؤن: إن أفلاطون بن أرسطون بن أرسطوقليس من أهل أثينا، وكانت أمه فاريقطيوني ابنة غلوقون، وكان من كلا الوالدين شريف الآباء، وأمه هذه المذكورة من نسل سولن الذي وضع نواميس لأهل أثينا، ورد عليهم مدينة سلمينا التي انتزعها منهم أهل ماغارا، وكان لسولون أخ يقال له ذرونيذس يذكره أفلاطون كثيرا في شعره، وكان لذرونيذس ابن يقال له أقريطس، وقد ذكره أفلاطون في كتاب طيماؤس، وابن قريطس فلسخروس، وابن فلسخروس غلوقن، وابن غلوقن خرميذس، وأخت خرميذس
7
فاريقطيوني، وتسمى أيضا يقطوني، وأفلاطون ابنها، فأفلاطون سادس من سولن، وأما جنس أبيه أرسطون فإنه ينتهي في النسب إلى قودرس بن مالتوس المنتسب إلى فيسذون، وكان مالنتوس جده شجاعا مقداما ذا رأي وخديعة، ولما حارب أهل بواطيا أهل أثينا لفساد جرى بينهم، ودامت الحرب فيما بينهم، وقتل المقاتلة فيما بين الفريقين مل كل واحد منهم ما هو فيه، وكان المستولي يومئذ على ملك بواطيا أقسانتس، وعلى أثينا أوموطي؛ فطلب أقسانتس مبارزة أوموطي فذل ولم يبارزه، وجبن عن ذلك، فخرج مالنتوس جد أفلاطون من أثينا، وقال أنا أبارزه على شرط إن غلبته ملكت، فرضي أوموطي بذلك؛ فخرج أقسانتس ملك بواطيا وبارزه مالنتوس جد أفلاطون، فلما تقاربا قال له مالنتوس: انطلق، ثم عد إلي فلما حول أقسانتس وجهه ضربه مالنتوس من خلفه خدعة فقتله؛ ومن ذلك الوقت عمل ذلك اليوم عيدا عند أهل أثينا، وسمي عيد الخدعة، وكان يسمى في ذلك الوقت باليونانية أباطينوريا، والآن يسمى أباطوريا، وكان هذا الأمر سبب هذا العيد، وابنه قودرس سلم نفسه إلى العدو ليخلص أهل مدينته، ورضي بأن يلبس لباسا رثا، وأن يموت دونهم.
8
ويونان يبالغون في أفلاطون، ويعظمونه، ويقولون كان مولده إلهيا، وكان طالعه طالعا جليلا، ويحكون في ذلك حكايات هي بالأسمار أشبه، فأضربت عن ذكرها؛ وقالوا إنه لما عزم على ترك الشعر الذي يعانيه ويبالغ في تعلمه، عندما سمع عن سقراط ما سمعه في أمره، عزم على المضي إلى سقراط والأخذ عنه فلسفة فيثاغورس، وقد كان شاركه فيها على فيثاغورس إلا أنه لم يبالغ فيها لاشتغاله بالشعر، وإن سقراط رأى في المنام كأن رخا كركيا قاعد على حجره، وأنه زغب وطلع ريشه للوقت، فطار نحو السماء وهو يصوت بصوت إلهي مطرب جميع الناس، فلما جاءه أفلاطون للتعلم تأوله ذلك الطائر، وأن صوته وكلامه سيشغل الناس بهما عن غيرهما، وقد قيل إنه في أول أمره اشتغل بالشعر إلى أن بلغ فيه الغاية، وصنف وسمع كلام فيثاغورس، وهو ابن دون العشرين سنة، ووضع كتبا في الألحان، ثم بعد ذلك أراد الفلسفة فمشى إلى أصحاب أراقليطوس، وكانت لهم طريقة في الفلسفة، وهي اليوم مجهولة، فسمع منهم، وتحقق أن طريقتهم في الحكمة يتعين عليها الرد، وأراد أن يجاهد نفسه في طلب الفلسفة الحقيقية فقصد سقراط؛
9
لأن فيثاغورس كان قد مات، وتصدر بعده سقراط؛ فصادف سقراط وهو يخطب الجماعة المجتمعة إليه، وكان قد جمعهم إليه ذيونوسيوس، فلما سمع كلامه حرص كل الحرص على طلب الحكمة الفيثاغورية، وترك ما كان عليه، وأحرق كتب الشعر والأحاديث، وأنشأ يقول:
Unknown page