وهذا ذكر بعض ما يروى عن ملوك حمير على علاته.
تختلف الكتب في عددهم وسنيهم اختلافا كثيرا؛ فحمزة الأصفهاني مثلا يذكر 26 ملكا في ألفين وعشرين سنة، ويذكر ابن خلدون أكثر من ثلاثة آلاف سنة.
وأول من ملك من أولاد قحطان حمير بن سبأ، وتوارث بنوه الملك من بعده، حتى صار الأمر إلى الحارث الرائش، فاجتمع له ملك اليمن كله، وهو تبع الأول، وقد بلغ في غزواته الهند، ثم غزا بعدهم الترك في أذربيجان.
وكان الرابع من التبابعة: إفريقيس بن أبرهة، ويقال إنه غزا أرض المغرب، وبنى بها مدينة إفريقية وسماها باسمه، وأبعد المغار في تلك البلاد إلى أقاصي العمران .
وكان السابع من التبابعة: بلقيس بنت هدهاد، فبقيت في اليمن عشرين سنة، ثم تزوجت سليمان بن داود - عليه السلام - فنقلها إلى فلسطين.
والتاسع من التبابعة: شمر يرعش، ويقال إنه الذي كان يسمى ذا القرنين، وأنه بلغ من بعد مغازيه أنه غزا المشرق فدوخ بلاد خراسان، وهدم سور مدينة الصغد (سمرقند)، فسميت شمرقند، أي شمر هدم، ثم عربت الكلمة فقيل سمرقند.
وكان الخامس عشر منهم يقال له: أسعد أبو كرب، وكان شديدا على حمير فقتلته، وولي بعده ابنه حسان بن تبع، وهو الذي غزا اليمامة وأباد جديس، وقد تتبع قتلة أبيه بالقتل حتى مالأ الناس عليه أخاه عمرا فقتله، وولي مكانه، وقد نهاه عن قتله ذو رعين الحميري الذي تذكر قصته في كتب الأدب.
ولا تزال ذكرى حسان اليماني في قصص العامة.
والتاسع عشر يقال له: تبع بن حسان، وهو الذي غزا المدينة، وأخذ معه حبرين من اليهود إلى اليمن فتهود، وهو الذي عقد الحلف بين اليمن وربيعة.
السادس والعشرون منهم: ذو نواس، وهو الذي غزا نصارى نجران، وشق لهم أخاديد في الأرض، فأحرقهم فيها، ويقال إن الآية في سورة البروج:
Unknown page