وقال المتنبي:
وأبصر من زرقاء جو؛ لأنني
متى نظرت عيناي شاءهما علمي
وتسمى اليمامة جوا، والجو في اللغة الوادي الواسع، وفي اليمامة جواء كثيرة ذات زرع ونخيل.
وللعرب أساطير في استيلاء القبائل عليها تشبه خرافة استيلاء طيئ على الجبلين، وطبيعي أن تكون البقاع الخصبة في الجزيرة مطمع القبائل ومثار تنافسهم ومسرح خيالهم.
روي أن بني حنيفة ساروا يرتادون الكلأ حتى قاربوا اليمامة، وأن عبيد بن ثعلبة الحنفي خرج منتجعا بأهله وماله يتتبع مواقع القطر حتى هجم على اليمامة، فنزل على يوم وليلة من حجر، ثم خرج راعي عبيد حتى رأى قصور حجر ونخلها، فرجع إلى سيده فقال: والله إني رأيت آطاما طوالا، وأشجارا حسانا، هذا حملها. وأعطاه من التمر الذي وجده تحت النخل، فلما أكل منه عبيد قال: هذا طعام طيب. ثم أصبح فركب فرسه وأردف غلامه حتى أتى حجرا، فوضع رمحه في الأرض، ثم دفع فرسه واحتجر ثلاثين قصرا وثلاثين حديقة، وسماها حجرا، وكانت تسمى اليمامة، ثم ركز رمحه في وسطها ورجع إلى أهله، فاحتملهم حتى أنزلهم بها.
وفي اليمامة قرية منفوحة، وكان يسكنها الأعشى الشاعر، وكان بها قبره، وقد سألت سعادة الشيخ يوسف في هذا قال: إن بيت الأعشى معروف في منفوحة اليوم.
وفي اليمامة نشأ مسيلمة الحنفي، وكانت بينه وبين جيوش خالد بن الوليد معركة عقرباء التي حطمت جيوش مسيلمة وقتلته. •••
وفي شرقي نجد إلى الشمال صحراء الدهناء.
قال ياقوت:
Unknown page