خاظي الطريقة
4
ريانها
والحمار في اليمن والحجاز والأحساء، والبدو يأنفون من ركوبه؛ والبقر قليل.
ومن الوحش الأسد، وللأسد في اللغة أسماء وأوصاف كثيرة، تدل على ما ملأ نفوس العرب من هيبته وخشيته. وقد عد الهمداني في كتابه «صفة جزيرة العرب» أربع عشرة مأسدة، وقد أضيفت الأسود إلى بعض هذه المآسد في الشعر العربي، فقيل: أسود بيشة، وأسود خفان، وأسود الشرى، وأسود ترج. والأسد نادر في الجزيرة اليوم.
والفهد والنمر معروفان في الجزيرة، وأما الضبع فقد كثر حديثهم عنها، وضربوا الأمثال لها ورووا الأساطير.
والذئب نال من عناية الشعراء في الجاهلية والإسلام ما لم ينله وحش آخر إلا الأسد. والقرد في اليمن.
والغزال في كل الأرجاء؛ وقد افتن الشعر العربي في وصفه وتشبيه النساء به، ومنه نوع كبير يرى في النفود اليوم، وهو في كبر الحمار، أبيض له قرون مستقيمة، ويسميه العرب بقر الوحش، والأنثى مهاة. وكم شبه العرب المرأة بالمهاة في سعة عينها وفي مشيها، كما تحدثوا كثيرا عن الثور الوحشي، ووصفوا ما يقع بينه وبين الصيادين وكلاب الصيد، كما في معلقة لبيد وغيرها.
وحمار الوحش وصفوه كثيرا وشبهوا به الإبل في سرعتها، واهتموا بصيده، وفصلوا الكلام في وقائعه وجعلوه أعظم الصيد، فقالوا: «كل الصيد في جوف الفراء»، انظر قصيدة أبي ذؤيب الهذلي التي مطلعها:
أمن المنون وريبه تتوجع
Unknown page