"اللهم إنَّ إبراهيم كان عَبْدَكَ وخَلِيلَك، ودَعا لأهل مكَّة بالبركة، وأنا عبدك ورَسُولُكَ أَدْعُوكَ لأهل المدينة أن تُبارِك لهم في مُدِّهم وصاعهم مِثْلَيْ ما باركْتَ لأهل مكَّةَ مَعَ البركَةِ بركتين" (^١).
ومن حديث أَنَسٍ ﵁ يَرْفَعُهُ: "اللهم اجْعَل بالمدينة ضِعْفَي ما جَعَلْتَ بِمَكَّةَ مِنَ البركةِ، اللهم بارك لَهُم في مكيالهم، وبارك لهم في صاعهم وبارِكْ لهم في مُدِّهم" (^٢).
ومِنْ حَدِيثِ أبي هُرَيرة ﵁: "اللهم بارك لنا في مَدِينتِنَا، وفي ثِمارنا، وفي مُدِّنا، وفي صاعِنا بركةً مع بركةٍ" (^٣).
ومِنْ حَدِيثِ ابن عُمَر ﵄ يَرْفَعُهُ: "اصْبِرُوا يا أَهْلَ المدينة وأَبْشِرُوا، فإنِّي قَدْ بارَكْتُ على صاعِكُم ومُدِّكم" (^٤).
وفي هذه الأحادِيث دَلِيلٌ لائِحٌ وبُرْهَانٌ واضِحٌ على تَفْضِيلِ هذه
(^١) أخرجه أحمد ١/ ١١٥ - ١١٦، والترمذي، في المناقب، باب ما جاء في فضل المدينة، رقم/ ٣٩١٤، ٥/ ٧١٨. وابن خزيمة ١/ ١٠٦، رقم: ٢٠٩، وغيرهم. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(^٢) أخرج القسم الأول منه: "اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة" البخاري، في فضائل المدينة، باب المدينة تنفي الخبث، رقم: ١٨٨٥، ٤/ ١١٧. ومسلم، في الحج، باب فضل المدينة ودعاء النبي ﷺ فيها بالبركة وبيان تحريمها، رقم: ١٣٦٩، ٢/ ٩٩٤.
أما القسم الثاني: فقد تقدم تخريجه قبل صفحة واحدة.
(^٣) أخرجه مسلم، في الحج، باب فضل المدينة ودعاء النبي ﷺ فيها بالبركة، رقم: ١٣٧٣، ٢/ ١٠٠٠.
(^٤) جزء من حديث طويل: رواه البزار في مسنده ١/ ٢٤٠، وابن الجوزي في مثير الغرام ص ٤٥٥. وابن النجار في الدرة ص ٥٨. من طريق عمرو بن دينار، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن عمر، يرفعه. قال البزار: تفرد به عمرو بن دينار، وهو لين الحديث. وقال البوصيري في الزوائد: هذا إسناد ضعيف، لضعف عمرو بن دينار. مصباح الزجاجة ٤/ ٦.