نفس مضطربة تتنازعها حلاوة الماضي الموجع وراحة الحاضر المقفر، تطمئن إلى حياة يلجمها العقل، وتجذبها حياة يندلع فيها الشعور، فهى كالموسوسة، يبدو كلامها هذيانا؛ لأن رأيها لا قرار له، وتراها كلما لمست الحقيقة القاحلة فزعت منها إلى متمثلاتها الورقة، وإذا انقضت هذه أوت إلى التلف المعنوي إرادة أن تحبس حركات نفس رغابة في الاحتراق.
الأبله:
لا يقوى على الكلام، ولكنه يفهم كل شيء، ولا ينكشف أمره حتى ينخلع قلبه، كمظلوم راض بما قسم له يحسبه الناس سادرا، قاعد الإحساس فيستخفون به، حتى إذا بغى الجرح الذي يضرب في جنبه فار فارفض فأصاب الظالم منه رشاش يرده إلى الواقع، فبكاء الأبله في مختتم هذه القصة؛ ذلك البكاء الذي نزع الغطاء عن عيني سميرة، فمنعها أن تبعث على يد مغريها إلى الشعور، صرخة مظلوم يعرف أنه من أجلها مقتول.
هو:
عنوان الإنسان العادي، المنشأ في حلقة المواضعات الاجتماعية - وما أكثرها في الشرق العربي عامة، ومصر خاصة! - المبني على البغي، الرقيق لساعته، العاجز عن إدراك المعاني المجردة حتى يؤخذ بيده فيقاد إليها فيصرعه جلالها، ثم يود لو يعيش في ظلها دون أن يبذل نفسه بذلا في سبيلها كأنه يقنع بالوقوف بباب هيكلها لعله يظفر ببعض ما فاته من اللذة الخاصة، فتعوزه الفرصة لتبدل الأحوال التي كانت تكتنفه.
المسرح
مؤخره: صف من المنازل المنخفضة على شكل المنازل التي تصاب الآن في الأحياء القديمة في مصر، من نافذة من نوافذ أحد المنازل الواقعة في الجانب الأيمن من المسرح يخرج نور، نور مصباح «جاز» كبير، المصباح لا يرى، وإذا أريد إظهاره فليكن معلقا بالحائط بمسمار ضخم معقوف.
مقدمه: طريق ضيق، على الأرض جزازات ورق وبقايا من قصب السكر، يمتد إلى جانبي المسرح يمينا ويسارا. الجانب الأيمن منه يضيئه النور الخارج من النافذة إضاءة ضئيلة، وأما الجانب الأيسر فبين المظلم والمنار، وتشتد الظلمة في أوله من اليسار، والطريق ينحدر من الجانب الأيمن المنار إلى الجانب الأيسر المظلم، ثم إنه غير مستقيم بحيث يلتقي جانباه وسط المسرح زاوية منفرجة.
الأشخاص
سميرة:
Unknown page