Mafhum al-Hikmah fi al-Da'wah ila Allah Ta'ala fi Daw' al-Kitab wa al-Sunnah

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
28

Mafhum al-Hikmah fi al-Da'wah ila Allah Ta'ala fi Daw' al-Kitab wa al-Sunnah

مفهوم الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة

Publisher

مطبعة سفير

Publisher Location

الرياض

Genres

وقد بين ﷺ أن «من سُئِل عن علمٍ يَعْلَمُهُ فَكتَمَهُ أُلْجِمَ يوم القيامة بلجام من نار» (١). فتبين بذلك وغيره: أن العلم النافع الذي هو أحد أركان الحكمة لا يكون إلا مع العمل به؛ ولهذا قال سفيان (٢) في العمل بالعلم والحرص عليه: «أجهل الناس من ترك ما يعلم، وأعلم الناس من عمل بما يعلم، وأفضل الناس أخشعهم للَّه» (٣). وقال ﵁: «يُرادُ للعلم: الحفظ، والعمل، والاستماع، والإنصات، والنشر» (٤). وقال الصحابي الجليل عبد اللَّه بن مسعود ﵁: «تعلموا، تعلموا فإذا علمتم فاعملوا» (٥). وقال ﵁: «إن الناس أحسنوا القول كلهم، فمن وافق فعله قوله

(١) الترمذي، في العلم، باب ما جاء في كتمان العلم، ٥/ ٢٩، (رقم ٢٦٥١)، وأبو داود في العلم، باب كراهية منع العلم، ٣/ ٣٢١، (رقم ٣٦٥٨)، وابن ماجه في المقدمة، باب من سئل عن علم فكتمه، ١/ ٩٨، (رقم ٢٦١)، وأحمد، ٢/ ٢٦٣، ٣٠٥، وانظر: صحيح ابن ماجه، ١/ ٤٩، وصحيح الترمذي، ٢/ ٣٣٦. (٢) سفيان بن عيينة بن أبي عمران، الإمام الكبير شيخ الإسلام، ولد سنة ١٠٧هـ، في النصف من شعبان، وعاش (٩١) سنة. انظر: سير أعلام النبلاء، ٨/ ٤٥٤ - ٤٧٤. (٣) أخرجه الدارمي في سننه، في المقدمة، باب في فضل العلم والعالم، ١/ ٨١، (رقم ٣٣٧). (٤) المصدر السابق، ١/ ٨١. (٥) أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله، ١/ ١٩٥.

1 / 29