المفضول شيءٌ لم يكن في الفاضل، ألا ترى أنه كان لعيسى ﵇ معجزةَ إحياء الموتى وخَلْقِ هيئة الطير من الطين، وينفخ فيه فيكون طيرًا بإذن الله، ولم يكن ذلك لنبيٍّ غيره، وكان لموسى ﵇ العصاة واليدُ البيضاء، وفَلْقُ البحر، وغيرُ ذلك من المعجزات، وكذلك كلُّ نبيًّ اختص بصفةٍ أو معجزة، وهذا لا يدلُّ على التفضيل، بل لا يجوز التفضيل بين الأنبياء ﵈ إلا بإذن الشرع، وقد اجتمعت الأمة على فضل نبينا ﵇ على غيره؛ للآيات والمعجزات الدالة على كونه أفضل من غيره.
* * *
٥١ - وقال: "صِياحُ المولودِ حينَ يقَعُ نَزْغةٌ مِنَ الشَّيطانِ"، رواه أبو هريرة.
قوله: "صياح المولود"، (الصياح): الصيحة، وهي التصويت ورفع الصوت.
"يقع"؛ أي: يسقط وينفصل من أمه، و(يقع) أصله: يَوْقَعُ، فحذفت الواو.
"نزغة"؛ أي: وسوسة.
ومعنى هذا الحديث كمعنى الحديث الذي قبله.
* * *
٥٢ - وقال: "إنَّ إبْلِيْسَ يضَعُ عرْشَهُ على الماءَ، ثم يبعثُ سَراياهُ يفتِنُونَ النَّاسَ، فأَدناهُمْ منه منزلةً أعظمُهُمْ فِتْنةً، يجيءُ أحدُهُمْ فيقولُ: فعلتُ كذا وكذا، فيقولُ: ما صنعْتَ شيئًا، قال: ثم يجيءُ أحدُهُمْ فيقولُ: ما تركتُهُ حتى فرَّقْتُ بينَهُ وبينَ امرأَتِهِ، فيُدْنِيهِ منه ويقولُ: نِعْمَ أنتَ؟ "، قال الأعمشُ: