============================================================
270مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار الإنسانية التي فيها كل النطفة؛ ومن لم يتصل بالقائم الأول لم يتصل بكله؛ فخرج عن أن يكون ملكا ودخل في الشيطانية التي لارجعة لها إلى الملكية، كذلك من لم يتصل بالقائم الآخر لم يتصل بكله؛ فخرج عن أن يكون مؤمنا ودخل في الشقاوة التي لارجعة عنها إلى الزبانية؛ ومتى تكون الرجعة وهو في دوران الطبيعة، إذ قد انفصل عن كل الخير وأصل الخير، ولم يلتحق بالعدم المطلق، فبقى لأبقى، لايموت فيها ولايحيى؛ والمسلم لقائم الوقت لم تكون له الرجعة وقد اتصل هو بكله خارجا عن كل الخير دوران الرأي والقياس، متوجهأ الى الاستقامة واصلا إلى البقاء المطلق والخلود الأبد: (قد أفلح من تزكى وذكر اشم ربه صلى) فمعاد الملائكة وكمالهم في تسليمهم لصاحب الأسامي في الزمن الأول، ومعاد المؤمنين وكمالهم في تسليمهم لصاحب المعاني في الزمن الآخر، وقد تبين لك المعاد في المبدأ والمبدأ في المعاد وظهر لك أن التناسخ باطل؛ فإن المؤمن ليس يتمنى الرجعة وقدوصل إلى كماله، وأن الكافر لاينال الرجعة وقد بقي في دور حاله، (و يقول الكافر يا ليتني كنت ترابأ".
وسر آخر: في القصة أن الله تعالى كرم آدم وذريته بقبول العلم من طريق السمع وفضلهم بأداء العلم من طريق النطق، فقال: (ولقدكرمتا بني آدم) إلى (و فضلناهم) ولم يكن للحيوانات التي هي دون النوع الإنساني هذا القبول والأداء. ففضلهم عليها وسخرها لهم؛ فصاروا ملوك الحيوانات كلها بالتسخير، وصارت حركاتهم معجزات لها بالتقدير: ولم يكن أيضا للروحانيات التي هي فوق النوع الأنساني هذا القبول والأداء؛ وإن كان لهم نطق وقول فلامن طريق الكلمات النطقية والعبارات القولية -117آ في اللسان والسمع، يل هي شديدة الشبه بالمنامات الخيالية التى يراها الانسان من قراءة القرآن والمخافتات مع الآقران، ففضلهم عليها وأسجدها لهم فصار ادم -عليه السلام - والأتبياء والأولياء بعده -عليهم اللام - ملوك الملائكة بالتدير؛ فصارت تلك الأسامي في المبدأكلمات في الوسط، وصارت الكلمات رجالا على العمال في المعاد؛ وإن شئت قلت: صارت الأسامي كلمات أتمهن بالرجال، ورجالا أنمهم بالكلمات؛ ولو شئت قلت: صارت الأسامى كلمات، وصارت الكلمات آبات، وصارت الآيات سورا، وصارت السور قرآنا ليتهنل
Page 336