308

============================================================

1242مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار الماء؛ فسما عليه؛ فسماه سماء، نم أيبس الآرض فجعلها أرضا واحدة، ثم فسمها فجعلها سبع أرضين في يوم الأحد والاثنين؛ فخلق الله الأرض على النون وهي الحوت، والحوت على الماء؛ فتزلزلت الأرض؛ فأرسى عليها الجبال؛ فقرت، فخلق الجبال وأقوات أهلها وشجرها وما ينبغي لها في الثلاثاء والأربعاء: ثم استوى إلى السماء وهي دخان، كان ذلك الدخان من تنفس الماء؛ فجعلها سماء واحدة، ثم فتفها: فجعلها سبع سماوات في يومين: الخميس والجمعة؛ فلما فرخ من خلق ما أحب استوى على العرش.

وقال الحسن: خلق الله الأرض في موضع بيت المقدس كهيئة الفهرة(488) عليها دخان ملتصق بهاء ثم أصعد الدخان وخلق هيئة السماوات وامسك الفهرة في موضعهاء تم بسط منها الأرض فذلك قوله: (كاتتا رثقا ففتقناهما).

و روى عمرو عنه قال: لم يكن خلق غير العرش والماء وبينهما هواء: فخلق الله طينة كالفهرة ثم خلق عليها الدخان، وكان خلق الأرض عن الفهرة قبل خلق السماء عن الدخان، وكان دحو الأرض بعد ما رفع الدخان عن الطينة.

المعاني ثم ذكر أصحاب المعاني للاستواء وجوها. قال الفراء والزجاج وتعلب: استوى إلى السماء إذا أقبل عليها وقصد إلى خلقها و"إلى" و"على" يتعاقبان يقوم أحدهما مقام الآخر: و في الحديث أنه "لما استوت ناقته على البيداء أحرم"(489) ويروى إلى البيداء. يقال: كان فلان يكلم فلانا ثم استوى إلي وعلي يكلمني؛ معناه أقبل علي وقصد.

و قال الزجاج: استوى وقصد وعمد بمعنى. يقال: فرغ الآمير من بلد كذا، ثم استوى إلى بلد كذا، وهذه رواية الضحاك عن ابن عباس.

وقال عبد الله بن حامد الإصفهاني (490): وأحسن ما قيل في معنى استوى إلى السماء ما رواه الضحاك عن ابن عباس: نم أقبل إلى خلق السماء؛ وقد حكى القفال هذا الوجه وأسنده الى ابن عباس برواية أبي روق عن الضحاك عنه.

وقال علي بن عبسى: استوى استقام، واستوى الأمر، أي زال ما فيه من الاعوجاج: ليتهنل

Page 308