============================================================
تفير سورة البفرة197 القراءة قرأ أبي: يتخطف، وقرأ ابن أبي إسحاق بنصب الخاء مع التشديد، فأدغم؛ وقرا الحسن كسر الخاء والطاء مع التشديد، أتبع الكسرة الكسرة؛ وقرأه العامة بالتخفيف.
فلما أضاء لهم، أي حيثما أضاء البرق لهم؛ و"أضاء" إن كان متعديا فالمفعول محذوف، وكأنه قيل: كلما أضاء لهم الطريق؛ ويجوز أن يكون لازما بمعنى ضاء.
وقوله تعالى: (وإذا أظلم عليهم قاموا) أي أقاموا ووقفوا متحيرين، أي ثبتوا ثبوت المتحير في الظلمة، لايدري أين الطريق.
المعاني [والتفسير] ثم قال: (ولو شاء الله لذهب بسفعهم) أي بأسماعهم الظاهرة وأبصارهم الظاهرة كما ذهب بأسماعهم الباطنة وأبصارهم الباطنة، حتى صاروا صما عميا لاينتفعون بنعم الدنيا كما صاروا صما عميا لا ينتفعون بنعم الآخرة.
ثم قال: (إن الله على كل شيء قدير)؛ والسمع لفظه واحد والمراد منه الجمع، كما قال: (لايزتد إليهم طزفهم وأفتدتهم) وقوله: (فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا).
قال الزجاج في هذه الآية: وهذا أيضا مثل ضربه الله تعالى للمنافقين جعل دين الإسلام لهم مثلا فيما ينالهم فيه من الشدائد والخوف: فشبهه بالصيب المذكور وجعل ما يستضيئون به من البرق متلا لما يستضيئون به من الإسلام، وما ينالهم من الخوف في البرق بمنزلة ما يخافونه من القتل؛ والدليل عليه قوله: (يخسبونكل صيحة عليهم).
وقال ابن عباس:1 المراد بالمطر القرآن، شبه المطر المنزل من السماء بالقران المنزل من السماء، لما فيهما من حياة الأبدان والقلوب. فشبه بأصحاب مطر؛ وأراد بالظلمات ما في القرآن من ذكر الكفر والفتن والأهوال؛ فشبهها بما في المطر من الظلمات، وشبه ما خوفوا به من ايات الوعيد والزجر وذكر النار بما في المطر من الرعد، وشبه حجج القران وما فيه من البيان والنور -83 ب والشفاء بما في المطر من اليرق، وما فيه من الصواعق شبهه باي 1. في الهامش عنوان: النفير والمعاني.
ليتهنل
Page 263