248

============================================================

182مفاتيح الأسرار ومصابيح الابرار قال الله تعالى: (ومن كل شيء خلقنا زوجين)*. وكذلك في الديانات من العلم والتعلم،. والحلم والتحلم، والدعوة والاستجابة ،والقول والاستماع، والهداية والاهتداء، والآرشاد والاسترشاد، والتذكير والتذكر: (فذكو إن نفعت الذكرى سيذكر من يخشى)، ولو لم يكن في الدبانات بيع وشراء وبيعة وقبول ومناد ومستمع وداع ومستجيب لفسدت السماوات والأرض بمن فيهن، ولخرجت الخليقة عن حيز الازدواج إلى حيز الانفراد. فيا عجبا من ع قول عليها كبول الافراط والتفريط والغلو والتقصير. فتارة تنسب الازدواج إلى الأحد الصمد الفرد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوأ أحد، وتارة تنسب الانفراد إلى الخلق المجبول على الازدواج بالفعل والانفعال والأداء والقبول والدعوة والاستماع والإرشاد والاسترشاد. فيقض عليهم القول بأول كلمة، وتخسر تجارتهم في كل صفقة. فيقالا لمنافقين منهم: إن لمتكونوا معه في الرجال فما معنى قولكم عند خلوتكم بشياطينكم "إنا معكم؟!" وإذ لابد من أن تكونوا مع رجال فاتقوا الله وكونوا مع الصادقين. فلا تشتروا الضلالة بالهدى، ولا تستبدلوا الهوى والرأي الفاسد بالقران. فإن القرآن هو الهدى، والقرآن هو الصراط المستقيم، والقرآن هو حبل الله المتين. متجره الرابح، ومصباحه الواضح. من استشاره اهتدى، ومن استمسك به فقد استمسك بالعروة الوتقى، وقد خاب من افترى، وضل من زاغ عنه وطغى.

وسر آخر: أن المنافق في الدور الأول تشبه بالملائكة -علهم اللام - تشبه المنافقين في الدور الآخر بالمؤمنين، إذقالوا: آمنا بالله وباليوم الآخر؛ وقد خادع الله تعالى إذقال: لأسجد إلا لك: (أ أشجد لمن خلقت طيتأ) وخادع رسوله والمؤمنين، إذ: (قاسمهعا إني لكما لين الناصحين فدليهما بفرور)؛ وكان في قلبه مرض الشرك والنفاق؛ إذقال: (أنا خير منه ) واعتقد أنه من المصلحين كما قال هؤلاء القوم: إنا مصلحون. -76 ب وإذا قيل: اسجد كما سجدت الملائكة، قال كما قال هؤلاء: أنؤمن كما أمن السفهاء؟! وكما أن الحق له كونان -كون في السمع، وكون في البصر -كذلك الباطل له كونان -كون مع هؤلاء بوجه، وكون مع هؤلاء بوجه - لكن الفرق بين كوني الحق وكوني الباطل أن كوني الحق بصدق أوله آخره واخره أوله، وكونى الباطل ينقض أوله آخره، وآخره أوله؛ فهو يقول - ليتهنل

Page 248