247

============================================================

تفسير سورة البقرة /181 اخناروا: وقال بعضهم: وماكانوا مهندين قبل هذه التجارة بما اونوا من علم التوراة؛ لأنهم كانوا يستأكلون به أموال الناس بالباطل؛ فما أصابوا طريق الهدى؛ وقيل: وماكانوا مهتدينا فيما اشتروا.

الأسرار قال الذين عندهم علم الكتاب: البيع والشراء جاريان في معاني الديانات جريانهما في جميع الموجودات وفي الأعيان والمنافع في أبواب التجارات؛ وذلك إنما يصح بإيجاب وقبول في القول، ويدل ومبدل في العين، وتسليم وتسلم بالفعل؛ وهو في جانب الحق، قال اله تعالى: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة* وقال: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) وقال: (هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم) وفي جانب الباطل: "أولئك الذين اشتروا الضلالة يالهدى والعداب بالمغفرة). (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله" "أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم)؛ والاستبدال في حيز التضاد قد يكون استبدالا للحق بالباطل، وللباطل بالحق. والاستبدال في حيز الترتب قد يكون استبدالا 1100(454) .111 لخير بما هو خير منه: "وفوق كل بر بر حتى يقتل الرجل في سبيل الله."(458) ثم الإيجاب والقبول من حيث القول؛ فهو الدعوة الهادية، قال الله تعالى: (يا أيها الدين آمنوا اشتجيبوا له وللرشول إذا دعاكم لما يخييكم)؛ وأما البدل هو الدنيا بما فيها من زخارفها، والعبدل هو الآخرة بما فيها من ذخائرها الباقية، وأما التسليم والتسلم، فاليوم تسليم الثمن وغدا سلم المتمن: (تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيأ).

ثم الايجاب والقبول هو الاعطاء والأخذ، والأداء والقبول، والفعل والانفعال في جميع الموجودات: وبهما قامت السماوات والأرض؛ فالقلم مؤد واللوح قابل، والموجودات التامة بالفعل مؤدية والموجودات الناقصة بالقوة قابلة، والأفلاك والكواكب ونفوسها مؤدية والطبايع والأركان قابلة -176- وكذلك في الأركان اننان منها فاعلان واثنان منفعلان: وكذلك في المركبات من المعادن والنبات والحيوان والإنسان بجري فيها القبول والأداء ليتهنل

Page 247