210

============================================================

144مفاتيح الأسرار ومصابيح الآيرار النظم (والأسرار ان الله تعالى لما ذكر خصالا أربعا": التقوى، والإيمان بالغيب، والصلاة، والزكاة[أو] الانفاق، قرنها بخصال نلات: الإيمان بالقرآن، والإيمان بالكتب السالفة، والإيقان بالآخرة، أهم الخصال التي ينال بها الهداية في الحال والنجاة في المآل؛ وهي السبع التامة في الأمر ، المقدرة على كل سبع في الخلق المكاني منها والزماني، والمواليد بينهما، والأربع السالفة تعلقت بالظاهر والباطن، والثلاث اللاحقة تعلقت بالأول والآخر، وكل ما تعلق بالمبدا فهو مذكور بلفظ الايمان، وكل ما تعلق بالمعاد فهو مذكور بلفظ الآيقان.

وسر آخر: كل ما تعلق بالتنزيل وهو كون الشريعة فهو مستأنف والإيمان على الإجمال به أولى؛ وكل ما تعلق بالتأويل وهو كون القيامة فهو مفروغ والايقان به أولى؛ والآخرة والأولى متقابلتان، وهما لفظان زمانيان؛ والأعلى والأسفل متقابلان، وهما لفظان مكانيان.ا ثم قد يقرن بين لفظي الدنيا والآخرة جمعا بين المكاني والزماني؛ فالحاكم الذي يحكم في الدنيا والأولى هو حاكم الشريعة بحكم التنزيل، والحاكم الذي يحكم في الأعلى والآخرة هو حاكم القيامة بحكم التأويل؛ والإيمان خاص بالذي يؤمن بما أنزل على الرسول والرسل قبله -صلى الله عليه وسلم -والايقان خاص بالذي يوقن بأحكام الآخرة من القائمين بعده.

وسر آخر: في النظم أن الآية الأولى في الذين اتقوا وأمنوا وعملوا الصالحات وهو رد على المشركين، والآية الثانية في الذين أمنوا بما أنزل إلى الرسول - عليه اللام- وأنزل على الرسل -عليهم السلام -كلهم وأمنوا بالآخرة، وذلك رد على أهل الكتاب؛ ولذلك قيل في سبب النزول: إن الآيتين السالفتين نزلتا في مؤمني العرب، والآيتين بعدهما نزلتا في مؤمني أهل الكتاب.

وسر آخر: إن الدين لماكان مبنيا على -58 ب6 أمرين: أحدهما الطهارة والثاني الشهادة، واحتاج كل واحد من الأمرين إلى مظهر يظهر به، ومستقر يستقر فيه، كانت التقوى إشارة إلى الطهارة وفيهاكل الطهارة من كل رجس وخبث، وكان الإيمان بالغيب إشارة إلى 1. س: فصل بين "النظم" و"الأسرار" ولانرى بينهما فصلا في التص.

2. س: أربعة. ومثل هذا الخطا يتكرر في الأسطر الثلاثة التالية.

ليتهنل

Page 210