202

============================================================

1136مفاتيح الاسرار ومصابيح الأبرار الآخرة؛ وقال زر بن حبيش وابن جريج: الغيب هو الوحي؛ وقال عاصمبن ابي النجود: يعني بالقرآن: وروى الربيع عن أبي العالية: يؤمنون بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر والجنة والنار والثواب والعقاب: وروى السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس: المؤمنون من العرب كانوا لايؤمنون بالآخرة؛ فإذا امنوا فقد أمنوا بالغيب؛ وقال القرظي: الغيب هو القران يحلون -54 ب - حلاله ويحرمون حرامه ويعملون به؛ وقال زيدبن أسلم: الغيب القدر؛ وقال الحارث بن قيس لعبد الله بن مسعود: يحتسب عند الله يا أصحاب فته ما سبقتمونا إليه من رؤية رسول الله؛ فقال عبد الله: يحتسب عندالله إيمانكم بمحمد - صلى الله عليه وآله -ولم تروه، إن أمر محمد كان بيننا لمن رأه والذي لا إله إلا هو ما أمن مؤمن افضل من إيمان بغيب وقرأ: (الذين يؤمنون بالغيب)،(433) وقال القفال:1 هدى للمتقين الذين إنما يتقون لإيمانهم بالغيب؛ فإذا أمنوا به جادوا بأنفسهم وأتعبوها بالصلاة التي هي خشوع لله وتعظيم له، وجادوا بأموالهم؛ فأنفقوها في سبيل الله مواساة للعباد وشكرا لله على ما فضلهم به؛ فأنعموا على غيرهم امتنالا لأمره؛ فأثتى الله عليهم بهذه الأوصاف؛ قال: والتصديق بالغيب بجميع ما جاء من عند الله على لسان رسوله من التوحيد واسباب الرسالة والشرائع والوعد والوعيد والبعث والجزاء وما اقتصه الله به من أنباء الرسل والأمم: وأصل الإيمان إنما يكون بالقلب، ثم يصدق ذلك بالنطق ليعرب به عن الضمبر، تم يصدق النطق بالفعل ويحقق به، كما يقال: صدق قوله بفعله.

ولأهل المعاني طريق آخر في قوله: (يؤمنون بالغيب) أي يؤمنون إذا غابوا عنكم، ولما يكونوا كالمنافقين الذين (إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم )، وهكذا في تفسير الذين يخشون ربهم بالغيب)؛ فالمعنى يؤمنون غائبين عن مرأى الخلق لايريدون بايمانهم تصنعا ونفاقا. فعلى هذا الجار والمجرور في موضع التصب على الحال؛ وموضع "الذين" جر تبعا للمتقين: وهذا على مذهب أكثر النحويين؛ وقال بعضهم: يجوز أن تكون ر فعا على إضمار "هم"، ويجوز أن يكون نصبا على المدح، أي اذكر الذين.

1. في الهامش عنوان: المعاني.

ليتهنل

Page 202