200

============================================================

134مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار الإيمان منزلة الشهادة؛ -53 ب - وحينما كان تم طهارة عن خبي او حدث نزلت عليها شهادة، وركبتها استقامة؛ وحيثما كان استقامة نزلت عليها الملائكة. قال الله تعالى: إن الذين قالوا رئنا الله ثم اشتقاهوا تتنزل عليهم الملائكة" وذلك وجه نظم الكلام بين قوله تعالى: (هدى للمتقين) وبين تعريفه وبيانه المتقين ب(الذين يؤمنون بالغيب).

قوله چجل وعز: م الذين يؤمنون بالغيب ويقيمونالصلاةوممارزقناهم ينفقون(ج) اللغة [و] التفسير ورجعنا إلى التفسير: إن الأصل في الإيمان هو التصديق: (وما أنت بمؤمن لنا) أي م صدق. قال الأزهري: أصله الطمأنينة إلى الشيء من قولهم: أمن يأمن أمنأ، إذا اطمأن وزالا خوفه؛ وأمنت فلانا، أي جعلته يطمئن وتسكن نفسه؛ وأمن بالله ورسوله، إذا صدقهما واتقأ بذلك مطمئتا إليه. قال: واشتقاق الإيمان من الأمانة، والله تعالى جعل تصديق العبد إياه أمانة: فمن آمن فقد دخل في أداء الأمانة التي ائتمنه الله عليها: وقال أبوالقاسم الزجاجي: معنى التصديق في الايمان لايعرف من حيث اللغة إلا بالاعتبار والنظر؛ لأن حقيقته ليست لتصديق ولكن إذا نظرت في موضوع هذه الكلمة ظهر لك من باطنها معنى يرجع إلى التصديق، وذلك أن آمن أفعل من أمن، فإذا قال القائل: "آمنت بالله" فإن آمنت فعل متعد ومعناه أمنت نفسي، أي جعلتها في أمان الله بتصديقي إياه؛ لأن الأمن من عذاب الله لايحصل إلا بتصديقه؛ فإذا صدقه فقد أمن نفسه؛ فصار التصديق إيمانا للعبد؛ وجاز أن يعبر عن التصديق بالإيمان: لأن أحدهما ينسب إلى الآخر؛ والباء في قوله: "أمنت بالله" ليست لتعدية وإنما هي باء الالصاق التى سماها النحويون باء الاستعانة، كما يقول: قطعت بالسكين. كذلك وقع إيمان النفس من العذاب بتصديق الله تعالى؛ وحذف المفعول من قوله (أمنت بالله" لدلالة المعنى عليه (430) كما يقال: حمل فلان على العدو، أي سلاحه أو فسه.(431) ثم جعل الإيمان بمعنى التصديق في قوله: (وما أنت بمؤمن لنا): بمصدق، ولم يقل: بنا: لانه أراد التصديق الخالص لا إيمان النفس من العذاب كما في قوله: أمنت بالله: ليتهنل

Page 200