تنحدر من الفعل اللاتيني
Trans-scendere
المؤلف من السابقة (عبر وراء)
Trans ، والفعل
scendere (يصعد، يرتفع، يتجاوز، يعلو)، ولكن إلى أين هذا العلو ولأية غاية؟ ألا يؤدي بنا العلو فوق كل شيء إلى اللاشيء؟ ألا يفضي بنا التصعيد فوق الوجود إلى الوقوع في العدم؟ ألسنا نخاطر بأن يكون علونا من قبيل التحليق الخيالي الذي نعزوه إلى الشعراء وقد نتهمهم به؟!
سنسارع قبل الإجابة على هذه الأسئلة فنقدم بين يدي القارئ مجموعة من القضايا التي سنحاول فيما بعد أن نحققها ونتثبت من صحتها:
أولا:
مشكلة المتعالي هي مشكلة المشكلات، ليست في الحقيقة مشكلة من مشكلات عديدة، بل هي «المشكلة» على الإطلاق، فإذا كنا نقول: إن التعالي هو الارتفاع فوق كل شيء، فلا بد أن تحوي مشكلته سائر المشكلات، كما يحوي الكل بقية الأجزاء.
ثانيا:
مشكلة المتعالي فريدة في بابها، متميزة عن سائر ما عداها، وكيف لا تكون كذلك وهي - كما تقدم - ليست مشكلة من بين مشكلات عديدة، بل هي التي تحويها جميعا؟
Unknown page