ونعود أيضا فنقول: إن السؤال بهذه الصورة مجانب للصواب؛ إذ كيف نسأل عما عسى أن يكون الواحد مع أنه يعلو على كل وجود ويرتفع فوق كل كينونة؟
ومع ذلك فلنترك الكلمة لأفلوطين، وسوف يعلمنا كيف نصمت حين يعجز كل كلام:
ولكن هذا الذي لا يأتي إلى الوجود، ما هو؟
أجل، على الإنسان أن ينصرف صامتا، وليس
له، بعد أن تاهت به حججه،
أن يبحث بعد عن شيء.
40
استطاع أفلوطين أن يعبر عن تجربته في هذه العبارة الكاملة: «وحيدا مع الواحد»،
41
وإذا كان الإنسان - وما أكثر التعريفات التي تقال عليه، لأنه ما أشد تعقده وغناه! - في تعريف أرسطو هو الكائن الوحيد الذي يعيش بطبعه في جماعة «المدينة»،
Unknown page