============================================================
فصل في غياب ما يفعله أهل الذمة عن علم أولى الأمر](1) ولو علم ملوك الاسلام بخيانة النصارى الكتاب ومكاتباقم الفرنج أعداء المسلمين وتمنيهم أن يستأصلوا الإسلام وأهله ، وسعيهم في ذلك بجهد الامكان لثناهم ذلك عن تقريبهم وتقليدهم الأعمال(2) .
وهذا الملك الصالح محمد بن أبي بكر بن أيوب وهو ولد الملك العادل بن الكامل بجم الدين، كان في دولته نصراني يسمى بخاص الدولة الفضا بن دخان، ولم يكن في المباشرين أمكن منه، وكان المذكور قذاة في عين (1) ما بين المعقوفين زيادة تصنيفية من عمل المحقق غفر الله له .ا (2) كم هي الأقنعة التي يتخفى تحتها هؤلاء المخادعون وكم هي براقة خداعة تلك الأقنعة مقنعة لمن ينظر إلى ظاهرها فهم يجيدون استغلال الفرص خير استغلال ويحيطون شباكهم حول هدفهم بإحكام حتى لا يقاوم بل يستسلم عن رضا وطيب خاطر فهم يلبسون مسوح العلم والعلماء والعلم ببواطن العلوم والسياسة والاجتماع والطب والهندسة ويزعمون آن إليهم المنتهى فيها، ويزعمون آنه إن فات من يريدون من يحدنوه عن أنفسهم، استخدامهم فاته خير كثير وعلم عميم ونفع عظيم يعود عليه وعلى رعيته ومن يقوم على شألهم وألهم لن يكلفوه من الأمر كثيرا فهم يرضون في زعمهم بالفتاتا حى ينشروا الخير في البلاد وعلى العباد فينبهر السامع ويقع في شباكهم، ثم ما يلبس آن يجد نفسه قد أهلك الحرث والنسل، فرما أدرك إصلاح ما افسدوه ورما فاته ذلك بانقضاء أجله وترك ذلك خلفه لمن يعقبه يعاني من اثاره ردحا من الزمان.
فليحذر ولاة الأمر من الانبهار بأقوالهم ودعواهم فإن في المسلمين من هو فوقهم بكثير ثم إن لم يكن عندهم تلك المعارف فليصبروا حتى يتعلموها ويتقنوها، ولا ييأسوا من ذلك فقد أخبرنا الله أنه معنا إذا أخلصنا النية و تو كلنا عليه فقال: {واتقوا الله ويعلمكم الله).
Page 66