============================================================
بالعذاب الأليم فقال: { أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم(1) .
فهم أمة الخيانة لله ورسوله ودينه وكتابه وعباده المؤمنين، فقال سبحانه: ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين(2).
وأخبر سبحانه عن سوء ما يسمعون، ويقبلون وما يأكلون ويحكمون،ا فقال تعالى: سماعون للكذب أكالون للسحت فان جاءوك فاحكم بينهم (1) سورة المائدة (الآية: 41) وقال ابن كثير في تفسيرها: نزلت هذه الآيات الكريمات في المسارعين في الكفر الخارجين عن طاعة الله ورسوله المقدمين اراءهم وأهواءهم على شرائع الله عز وجل {من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم أي: أظهروا الإيمان بألسنتهم وقلوبهم خراب خاوية منه، وهؤلاء هم المنافقون من الذين هادوا أعداء الإسلام وأهله، وهؤلاء كلهم {سماعون للكذب أي: مستجيبون له منفعلون عنه سماعون لقوم آخرين لم يأتوك أي: يستجيبون لأقوام آخرين لا يأتون جلسك يا محمد. وقيل: المراد أنهم يتسمعون الكلام وينهونه إلى قوم آخرين من لا يحضر عندك من أعدائك.
(2) سورة المائدة (الآية: 13) وقال ابن كثير في تفسيرها: يعي مكرهم وغدرهم لك ولأصحابك.
وقال بحاهد وغيره: يعي بذلك تمالؤهم على الفتك برسول الله صلى الله عليه اا و سلم {فاعف عنهم واصفح وهذا هو عين النصر والظفر كما قال بعض السلف: ما عملت من عصى الله فيك مثل أن تطيع الله فيه وبهذا يحصل لهم تأليف وجمع على الحق، ولعل الله أن يهديهم، وهذا قال تعالى: {إن الله يحب المحسنين يعني: به الصفح عمن أساء إليكا وقال قتادة: هذه الآية فاعف عنهم واصفح منسوخة بقوله:قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر الآية.
Page 59