============================================================
وأخبر سبحانه بأنهم باؤوا بغضب على غضب وذلك جزاء المفترين، فقال سبحانه : {بئس ما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما [17] أنزل لله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين(1).
وأخبر سبحانه أنه لعنهم، ولا أصدق من الله قيلا، فقال سبحانه: يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل ان نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا)(2).
فأعقبهم ذلك الذلة والصغار والمسكنة أبدا متصلا بذل الآخرة. م قال تعالى: {ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون أي: إنما حملهم على الكفر بآيات الله وقتل الرسل، وقيضوا لذلك أنهم كانوا يكثرون العصيان لأؤامر الله، والغشيان لمعاصي الله والاعتداء في شرع الله، فعياذا بالله من ذلك، والله عز وجل المستعان.
(1) سورة البقرة (الآية: 90) .
(2) سورة النساء (الآية : 47) وقال ابن كثير في تفسيرها : يقول الله تعالى آمرا أهل الكتاب بالإيمان بما نزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من الكتاب العظيم الذي فيه تصديق الأخبار التي بأيديهم من البشارات، ال ومتهددا هم إن لم يفعلوا بقوله : من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها قال بعضهم: معناها: من قبل أن نطمس وجوها فطمسها هو ردها إلى الأدبار ، وجعل أبصارهم من ورائهم، ويحتمل أن يكون المراد من قبل أن نطمس وجوها فلا نبقي لها سمعا ولا بصرا ولا أنفا، ومع ذلك نردها إلى ناحية الأدبار .
وقال العوفي عن ابن عباس في الآية: وهي من قبل أي: نطمس وجوها وطمسها أن تعمى فنردها على أدبارها يقول بحعل وجوههم من قبل أقفيتم
Page 56