============================================================
فصل و كذلك في أيام الآمر بأمر الله: امتدت آيدي النصارى وبسطوا أيديهم بالخيانة، وتفننوا في أذى المسلمين وإيصال المضرة إليهم، واستعمل منهم كاتب يعرف بالراهب وهب القديس الروحاني النفيس آب الآباء وسيد الرؤساء مقدم دين النصرانية، وسيد البطركية، صفي الرب ومختاره، ثالث عشر الحواريين(1) .
فصادر اللعين عامة من بالديار المصرية من كاتب وحاكم وجندي وعامل وتاجر، وامتدت يده إلى الناس على اختلاف طبقاهم فخوفه بعض مشايخ الكتاب من خالقه وباعثه ومحاسبه، وحذره من سوء عواقب أفعالها وأشار عليه بترك ما يكون سببا هلاكه.
وكان جماعة من كتاب مصر وقبطها في بجلسه، فقال مخاطبا له ومسمعا للجماعة: نحن ملاك هذه الديار حربا وخراجا، ملكها المسلمون منا وتغلبوا عليها وغصبوها واستملكوها من آيدينا ، فنحن مهما فعلنا بالمسلمين فهو قبالة ما فعلوا بنا ولا يكون له نسبة إلى من قتل من رؤسائنا وملوكنا في أيام الفتوح، فجميع ما نأخذه من أموال المسلمين، وأموال ملوكهم وخلفائهم حل لنا، وبعض ما نستحقه عليهم، فإذا حملنا هم مالا كانت المنة لنا عليهم، وأنشد: بنت كرم غصبوها وأهانوها فديست بالقدم ثم عادوا حكموها فلناهيك بخصم قد حكم فاستحسن الحاضرون من النصارى والمنافقين ما سمعوه منه واستفادوه، (1) كل ما سبق ذكر من أوصاف هي رتب ودرجات كهنوتية كنسية تقوم عليها كنائس النصارى في مللهم الثلاثة الكاثوليك، والأرثوذكس والبروتستنت.
Page 49