خيال ملم من حبيب بجانب
يجود وقد ضن الألى شغفي بهم
ويدنو وقد شطت ديار الحبائب
وتارة يذكر أن الطيف ألم به في الظلام فلم يجد مكانا يأوي إليه، لأن الكرى طردته الدموع، كقوله:
تلك البخيلة ما وصلي بمنصرف
عنها ولا صدها عني بمصدود
ألم بي طيفها وهنا فأعوزه
عندي وجود كرى بالدمع مطرود
وأحب لو تأمل القارئ وصفه لحبيبته بالبخل، وعفا الله عن هؤلاء البخلاء.
ومما امتاز به البحتري شكواه هجر الخيال، وقد أكثر من ذلك حين حرم من غلامه نسيم، ولغلامه هذا قصة عجيبة؛ فقد ذكروا أنه كان يبيعه، ثم تطير نفسه إليه فيشتريه، حتى وقع في يد من لا يبيع روائع الجمال، وقد أوضح شكواه هجر الخيال في هذه الأبيات الحسان:
Unknown page