إلام طماعية العاذل
ولا رأي في الحب للعاقل
يراد من القلب نسيانكم
وتأبى الطباع على الناقل
وهبت السلو لمن لامني
وبت من الشوق في شاغل
ولا أنكر أن من الشعراء من يرى غير ما ذهبت إليه في هذا الحديث، ولكني أرى الحب الصادق حليف الخلود، وقد أوضحت هذه المسألة في كتاب «حب ابن أبي ربيعة وشعره» فليرجع إليه من شاء.
غرام النساء بالنساء
سألني حضرة محمد شهيب عبد الناصر بديروط، عما قالته الغواني في غرامها وحنينها إلى بنات جنسها، إن كان هناك شيء من ذلك، بمناسبة ما حدث في برلين من غرام المسز كلين بالمسز ويب ، وما جنت يداهما في سبيل هذا الحب الغريب!
وآسف كثيرا أيها الأديب لاستحالة الجواب بالتفصيل في صحيفة سيارة: فقد درج الناس هنا على تفضيل الجهل في سبيل الوقار! ويكفي أن ألفت نظرك إلى حديث مسطور في كتب الأدب جاءت فيه هذه العبارة: «هذا شيء يحتاج إلى حبال ورجال!» وإلى ذوقك يترك تقدير الظروف لأمثال هذه الوقائع، وقد جاء في كلام رسول الله النهي عن «السحاق» كما جاء في القرآن النهي عن الزنا، والفرق واضح بين الكلمتين في اللفظ والمدلول، والمطلع على آداب الفرنسويين يجد في اعترافات النساء عجائب وغرائب تعجز عن مثلها الشياطين! والآداب العربية مملوءة بأمثال هذه الأعاجيب. والناس هم الناس في كل قطر وفي كل جيل، فلا تصدق ما تسمع من أن الإسراف في المجانة بدعة ابتدعها نساء برلين! وعندي أن آفة المصلحين في الشرق هي جهلهم بدقائق الحياة الإنسانية، وإغفالهم الركن الأساسي للإصلاح، وهو تشخيص الداء قبل وصف الدواء، وإقدام كثير منهم على الأمر بما لا يأتمر به والنهي عما لا ينتهي عنه، ومن البلية أن يكون المصلحون منافقين!
Unknown page