فأرسلني في بعض أموره، فخرجت، ثم قدمت، فلم أر عند أهلي من الكرامة والبشاشة ما فعل بالغائب إذا قدم، فقلت: ما لي لا أرى عندكم من الأمر ما يفعل بالغائب إذا قدم؟ قالت: وهل برحت من عندنا، ما فارقتنا، فنظرت، فإذا شيطان قد خلف في أهلي على صورتي، فدخلت ذات يوم، فقال لي: يا هذا إما أن تشارطني على أن يكون لي يوم ولك يوم، وإلا أهلكتك، فرضيت بذلك، فلم نزل كذلك، وصار جليسي يحدثني وأحدثه، فقال لي ذات يوم: يا هذا إني أنا ممن يسترق السمع من السماء والليلة نوبتي، قلت: فهل لك أن أجيء معك؟ قال: وتقوى على ذلك؟ قلت: نعم، فتهيأ ثم أتاني، فقال: خذ بمعرفتي وإياك أن تتركها فتهلك، فأخذت بمعرفته، فعرج حتى لمست السماء، فإذا قائل يقول: ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله، فلبج بهم، حتى سقطوا لوجوههم، وسقطت إلى الأرض، فرجعت إلى أهلي، فإذا أنا به يدخل بعد أيام، فجعلت أقول: ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله، قال: فيذوب لذلك حتى يصير مثل الذباب، وقال لي: قد حفظته، فانقطع عنا.
هذا حديث غريب بهذا الإسناد، رواه أهل الشام، وأهل الكوفة والبصرة، إلا أن حديث جرير بن يزيد. ............
1 / 181