92

Maʿnā lā ilāha illā Allāh

معنى لا إله إلا الله

Editor

علي محيي الدين علي القرة راغي

Publisher

دار الاعتصام

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٤٠٥هـ/ ١٩٨٥م

Publisher Location

القاهرة

وَهَذَا كَمَا قيل فِي ثمَّ إِنَّهَا لما اخْتصّت بِزِيَادَة فِي لَفظهَا على الْفَاء اخْتصَّ مَعْنَاهَا بِزِيَادَة المهلة دون الْفَاء لِأَن كَثْرَة الْحُرُوف مؤذنة بِكَثْرَة الْمَعْنى وبحسب المذهبين أولُوا الْآيَتَيْنِ فِي قَوْله تَعَالَى ﴿وَلنْ يَتَمَنَّوْهُ أبدا﴾ ﴿وَلَا يتمنونه أبدا﴾
وَوجه القَوْل الثَّانِي الْبَيَانِي أَن ﴿وَلَا يتمنونه﴾ ... جَاءَ بعد الشَّرْط فِي قَوْله تَعَالَى ﴿إِن زعمتم أَنكُمْ أَوْلِيَاء لله من دون النَّاس فتمنوا الْمَوْت﴾
وحرف الشَّرْط يعم كل الْأَزْمِنَة فقوبل ب لَا ليعم مَا هُوَ جَوَاب لَهُ أَي مَتى زَعَمُوا ذَلِك فِي وَقت مَا فَقل لَهُم ﴿فتمنوا الْمَوْت﴾ و﴿وَلنْ يَتَمَنَّوْهُ﴾ جَاءَ بعد قَوْله ﴿قل إِن كَانَت لكم الدَّار الْآخِرَة عِنْد الله خَالِصَة﴾ أَي إِن كَانَت قد وَجَبت الدَّار الْآخِرَة فتمنوا الْمَوْت الْآن استعجالا للكون فِي دَار الْكَرَامَة الَّتِي أعدهَا الله تَعَالَى لأوليائه وأحبابه وعَلى وفْق هَذَا القَوْل جَاءَ قَوْله تَعَالَى ﴿لن تراني﴾
التَّاسِع وَالْعشْرُونَ ليتذكر الْعَالم بمعاني الْكَلم مَا أثْبته هُنَا من الْكَلَام فِي حرفي النَّفْي وَبَقِي من حُرُوف النَّفْي لم

1 / 154