[مقدمة]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
مقدمة الطبعة الثانية
١ لقد كان هذا الكتاب- كما قلت قبل في مقدمة الطبعة الأولى- ثمرة من ثمار كثيرة لابن قتيبة الدينَوَريّ أبى محمد عبد الله بن مسلم، وكانت تلك الثمار كلها تحمل طابع ذلك العصر الّذي عاش فيه ابن قتيبة، وهو الميل إلى التأليف الجامع لموضوعات مختلفة، ثم الاستطراد في كل موضوع، وكان مرد هذا لا شك إلى اتساع النقل إلى العربية، فلقد ترجمت في ذلك العصر، الّذي أظل ابن قتيبة، كثرة من الكتب عن اللغات الأخرى التي كان لها أثرها لا شك في ظهور مناهج جديدة في التأليف، كان منها هذا المنهج الجامع الّذي انتهجه ابن قتيبة كما انتهجه غيره من مؤلفي ذلك العصر، كالجاحظ، وابن عبد ربه.
وكما تأثر كتّاب ذلك العصر بهذا تأثروا بشيء مثله، ولكنه كان له مظهر آخر، فلقد كان ذلك العصر عصر إرهاب وفوضى خرج الأمر فيه من يد الخلفاء إلى يد الموالي الأتراك، وأصبح هؤلاء الموالي هم الحاكمين حقّا، ولم تعد أمور الناس تجرى على طمأنينة وأمن، بل عاشوا حياة يسودها الفزع والخوف، الظّفر فيها لمن غلب.
فلقد أصبح هؤلاء الأتراك حربا على الخلفاء، وهم الذين استجلبوا ليكونوا درعا لهم، فإذا هم يقتلون منهم من لم يستجب لما يطمعون فيه، وما كان طمعهم هذا لينتهي عند غاية، فلقد أخذوا يقتلون من غير الخلفاء من يحسون فيه الميل إليهم أو الوقوف إلى جانبهم.
وأول ما كان لهم من عدوان منكر كان ذلك العدوان الّذي راح ضحيته
المقدمة / 1
المتوكل العباسي سنة ٢٤٧ هـ، وكان ابن قتيبة عندها قد جاوز الثلاثين بقليل، ثم إذا هو يعيش بعد هذا ليشهد هذه الفوضى تمتد وتستفحل ويرى بعينيه مقتل المستعين باللَّه سنة ٢٥٢ هـ، ثم مقتل المعتز باللَّه سنة ٢٥٥ هـ على أبشع صورة يدبرها قاتل لمقتول، فلقد دخل عليه الأتراك فأوسعوه ضربا وأحرقوا ثيابه ثم جروه برجليه إلى صحن الدار في العراء حيث الشمس المحرقة، وتركوه ملقى على الأرض يرفع رجلا ويضع أخرى من شدة أذى الحر.
ومن بعد مصرع المعتز كان مصرع المهتدي باللَّه سنة ٢٥٦ هـ على يد الأتراك، ولقد شهده ابن قتيبة أيضا كما شهده غيره مما سبق.
وكما كانت حياة الخلفاء كانت حياة الناس، وكما عاش الخلفاء على رهب وفزع عاش الناس على خوف وحذر لا يملكون أن يقولوا ولا أن يفصحوا، وكانت هذه الحياة الرهيبة المسكتة للألسن لها هذا الأثر الثاني الّذي أرادته، ولكنه كان أثرا ذا مظهر آخر كما قلت، مظهر يطوى تحته الخشية والتحرز، فلم يعد الشعراء يملكون النفوس الجريئة والعواطف المنطلقة، ولم يعد الكتّاب يملكون الأقلام المتحررة، من أجل ذلك خمدت في الشعر جذوته، ومن أجل ذلك التزم الكتّاب جانب الخشية والحذر.
وقد لا نلمس ذلك واضحا مع جامعى الأخبار الأدبية، ولكنا نكاد نلمسه جليّا مع المؤرخين حين يتناولون تلك الحقبة التي عاشوها بالحديث عنها، فنرى ابن قتيبة، وهو الّذي عاش مع تلك الأحداث وأحس ألمها ومضاضتها، حين يترجم للمتوكل، ثم للمستعين باللَّه ثم للمعتز ثم للمهتدى، يوجز أخبارهم إيجازا غريبا فتكاد الترجمة لا تزيدا على السطر أو السطرين، ولا يعنينا فيها هذا الإيجاز وإنما يعنينا فيها ذلك الحديث العابر الفاتر الّذي يخلو من أية إشارة إلى ما كان، فهو لا يزيد في وصف مقتل كل منهم على كلمته المألوفة: «وقتل في سنة ...» وهذا الّذي خطه ابن قتيبة لنفسه خط مثله ابن حبيب لنفسه ولم يزد هو الآخر شيئا.
هذا هو المظهر الّذي نعنيه، والّذي كان أثرا من آثار ذلك الإرهاب. والطريف أن ابن حبيب، وابن قتيبة من بعده، حين وجدا أنهما مضطران لهذا فيما وقع
المقدمة / 2
بين أيديهم وتحت أعينهم عالجوا ما قبل هذا مما لم يقع بين أيديهم وتحت أعينهم على الوتيرة نفسها حتى لا يقال إنهم أفاضوا في ناحية وأوجزوا في ناحية، وجعلوا الإيجاز في سوق الأحداث التاريخية كلها طابعهم العام حتى لا يؤخذ عليهم شيء.
وهكذا كان ابن قتيبة في كتابه «المعارف» معبرا عن بيئته أصدق تعبير، عبر عنها في هذا المظهر الجامع حين فشت الكتب المترجمة تحمل مناهج جديدة، وعبّر عنها في ذلك التحرز حين كانت الخشية واجبة.
وما ندري هل نلوم ابن قتيبة على وقوفه خائفا حذرا لا يملك الشجاعة في أن يعبر عما تحت حسه، ولا أن يطلق لقلمه العنان يصف ما يحدث بين يديه، أم نلتمس له فيها عذرا؟ وما ننكر أن ابن قتيبة كان حريصا على شيئين:
حريصا على حياته، ثم حريصا على ألا يترك الناس من بعده يعيبون عليه خوفه وحذره. ولقد حقق لحرصه الأول ما أوحى به فأوجز هذا الإيجاز المخل، ثم حقق لحرصه الثاني ما يمليه عليه فجعل الإيجاز طابع الكتاب كله حتى لا يؤخذ عليه شيء.
ولقد ظن بهذا الّذي فعل أنه نجا من اللوم، ولكنه قد فاته أن المؤرخ الّذي يسلك مثل هذا المسلك قل أن يفلت من تبعة ما فرط فيه، وإنا إن غفرنا له إيجازه فيما لم يشاهد، بحجة أن غيره سبقه إلى الكتابة فيه وأفاض، وأنه ليس عنده ما يزيد عليه، فبعيد أن نغفر له إيجازه فيما شاهد ووقع بين يديه، وكان هو أحد رواته الذين يعتمد عليهم في ذلك، مهما تكن الأحوال، ومهما تكن العواقب، وما بالعسير على الكاتب أن يحتال شيئا في سرد ما يحب فيبلغ الأمان الّذي يريد، دون أن يفرط في الواجب أو يحيد.
ولكنا لا ندري على أية صورة كان ذلك الإرهاب، ولا على أية صورة كان موقف الناس منه، غير أنا نكاد ننتهي إلى أنه كان ملجما للألسنة كما قلنا، وأن كتاب المعارف كان صورة حقة لذلك في شقه التاريخي لا في شقه الأدبي، فهو إلى جانب ما فيه من إفاضة في المعرفة، جاء يمثل تلك الظاهرة الأخرى خير تمثيل، فأوجز الإيجاز كله، لذا كانت التفاتتى إليه، ولذا فكرت في نشره.
المقدمة / 3
٢ ومنذ نحو من أعوام ثمانية قدمت للمكتبة العربية هذا الكتاب «المعارف لابن قتيبة» في صورة محققة مدروسة، وكنت مسبوقا فيها بطبعتين. إحداهما في جوتنجن (سبتمبر سنة ١٨٥٠ م) بعناية المستشرق «أ. ف وستنفيلد» والثانية في القاهرة (سنة ١٩٣٤ م) .
وكانت هاتان الطبعتان ينقصهما الكثير من مقومات التحقيق الحق، على الرغم مما بذل فيهما من جهد، إذ كانت ثمة مخطوطات لم يرجع إليها، كما كانتا تفتقران إلى مقدمة دارسة، وشروح مبينة، وتعقيبات موضحة، ثم فهارس جامعة شاملة.
ولكن من الحق أن أذكر أن طبعة «جوتنجن» كانت أقرب الطبعتين إلى الكمال، بما التزمته من الرجوع إلى ما اعتمدت عليه من مخطوطات، وبما أضافته من كلمة قصيرة شارحة، وفهارس تعرض الرءوس لا الفروع.
وكان هذا كله الّذي أحسست أن الكتاب ينقصه ليخرج في طبعة تتفق وقدره، مما حفزنى على الأخذ في تحقيقه لأستوفى ما لم يكن قد استوفى.
وأظننى قد وفيت ذلك كله في طبعتى التي قدمتها للمكتبة العربية، فلم أترك مخطوطا لم أرجع إليه، ويسرت ما أمكنى التيسير على القارئ بعرض المقابلات وسرد الشروح والتعقيبات، وختمت الكتاب بفهارس بلغت أبوابها اثنى عشر بابا، تنتظمها صفحات تربى على المائة والخمسين، هذا إلى التقديم الوافي الّذي تناولت فيه البيئة التي نشأ فيها ابن قتيبة ومهدت لظهوره، ثم الحديث عن حياته الخاصة والعامة، ثم الحديث عن مؤلفاته، ثم الحديث عن هذا الكتاب- أعنى المعارف- وملابساته وما سبقه من نوعه وما لحقه، وما أفادته المكتبة العربية منه.
ورأيت أن أفصل هناك بين الحواشي التي للمقابلات، وبين الحواشي التي للشروح والتعقيبات، فجعلت لهذه أرقامها المستقلة ولتلك أرقامها المستقلة، ثم فصلت بينهما فصلا يرفع اللبس، فجعلت أرقام الأولى بالإفرنجية وأرقام الثانية بالعربية.
المقدمة / 4
وذلك منهج رأيته ألزم للمحقق أن يأخذ به نفسه فيقدم النص خالصا بمقابلاته ومخالفاته ويجعل الشروح والتعقيبات في إثر ذلك مستقلة كما فعلت، ولقد رأيت المستشرقين يكتفون بإثبات المقابلات ولا يضيفون إليها شروحا وتعقيبات. ورأيت المنهج الشائع في الشرق المزج بين العملين، أي بين إثبات المقابلات وبين الشروح والتعليقات دون فصل بينهما.
وما من شك في أن الأمرين مطلوبان، فنحن بإثبات المقابلات ملزمون، ثم نحن- أصحاب هذا التراث- نحس بعد هذا حاجة القارئ إلى تيسير وتوجيه وتبيين، من أجل ذلك جاوزنا الشق الّذي التزمه المستشرقون وأضفنا إليه تلك الزيادات الشارحة، ولكن ذلك يجب أن يكون على تلك الحال التي التزمتها من فصل بين الأمرين، حتى نجعل النص خالصا كما قلت والشروح بمعزل عن ذلك.
وكنت في مقدمتي التي قدمت بها للكتاب في طبعته الأولى مسبوقا بمقدمات جاءت حول كتب لابن قتيبة طبعت طبعات محققة- مثل عيون الأخبار، ومشكل القرآن، والميسر والقداح- تضمنت تراجم لابن قتيبة. وأشق ما يحسه الآخذ في الترجمة لمؤلف كتاب أن يجد نفسه مسبوقا إلى ذلك بتراجم لمعاصرين نهضوا بمثل ما ينهض به لهذا المؤلف في كتب أخرى له، إذ عليه عند ذلك أن يمعن في البحث ويستقصى بعد ما استقصوا، وفرق بين أن تواجه العمل لم يسبقك إليه غيرك فتجد السبل كلها في يديك وتجد نفسك بين يدي مادة لم تمتد إليها يد فتشكل فيها حيث تشاء، وبين أن تواجه عملا قد سبقك إليه غيرك فتجد مادته قد استنفدت استقراء، وتجد أن عليك أن تنقب وتمعن في التنقيب لعل ثمة شيئا فات من سبقوك، كما تجد أن عليك أن تنظر في أعمالهم نظرة شاملة فاحصة لعل ثمة أمرا لا يستقيم لرأيك.
وهكذا كان لزاما عليّ، وأنا أترجم لابن قتيبة، أن أحمل هذا العبء في الاستقصاء، وأظننى قد وفيت الأمر حقه، وقدمت مقدمة فيها هذا الشمول الّذي أردته، وفيها هذا الاستقصاء الّذي وفقت إليه، وفيها هذا التعقب لمن سبقوني.
ولقد كان من أهم ما عرضت له في مقدمتي وأفضت فيه، ذاك الّذي أثير قديما- ولا يزال يثار- حول ما بين هذا الكتاب «المعارف»، وبين كتاب «المحبر» لابن
المقدمة / 5
حبيب، من صلة، يغالى بعضهم فيها فيجعل ابن قتيبة عالة على ابن حبيب في كتابه «المحبر» لا يكاد يكون له في كتابه «المعارف» غير شيء من تحوير، وشيء من تشكيل، وشيء من إضافات تاريخية، تشمل تلك السنين المعدودة التي عاشها ابن قتيبة بعد ابن حبيب، والتي بلغت ثلث قرن تنقص عنه قليلا، فلقد كانت وفاة ابن حبيب سنة ٢٤٥ هـ، وكانت وفاة ابن قتيبة سنة ٢٧٦ هـ.
أجل لقد ضمنت مقدمتي تفصيلا اتسعت له صفحات ثمان (٦٣- ٧٠) أثبتّ فيه ما لابن قتيبة في هذه القضية وما عليه، وناقشت ما جرى على ألسنة القدماء تلميحا أو تصريحا حول هذه الدعوى.
ولقد استقصيت في ذلك ما وسعني الاستقصاء، وكما عرضت للآراء بالحجة العقلية عرضت لها بالحجة النقلية، فوازنت بين نصوص من الكتابين- أعنى المعارف والمحبر- جاءت حول غرض واحد، كما وازنت بين أسلوب هذا وأسلوب ذاك، ونهج هذا ونهج ذاك، لأنتهى إلى ذلك الرأى القاطع الّذي انتهيت إليه.
٣ ولكن الشيء الّذي لم أكن أملك حجته عن مشاهدة واستقراء، حين أخرجت طبعتى الأولى من كتاب «المعارف»، هو الموازنة بين كتاب «المعارف» وكتاب آخر لابن حبيب هو «المنمق»، لذا سقت هناك عنه كلمة عابرة.
ولقد كان هذا الحكم الّذي سقته حينذاك أن هذا الكتاب- أعنى المنمق- يضم أبواب المحبر أو أكثرها- مقدمة الطبعة الأولى: ٦٩- معتمدا في حكمي هذا على كلمة الختام التي عقب بها الأستاذ الفاضل «محمد حميد الله» على كتاب «المحبر» .
ولم يكن كتاب «المنمق» بين يدي، كما لم يكن ثمة نص آخر يكشف شيئا عن أبواب كتاب «المنمق» ومحتوياته ومنهجه، نعم، لم يكن بين يدي عن كتاب المنمق- غير ما ذكره الأستاذ «محمد حميد الله»، هذا إذا استثنينا قلة من مراجع لم تذكر عن الكتاب غير اسمه مع تخليط في موضوعة فقد ذكر
المقدمة / 6
ياقوت في كتابه «إرشاد الأريب»، وهو يترجم لابن حبيب نقلا عن ابن النديم، أن له كتاب الأمثال على «أفعل»، ويسمى: المنمق.
وهكذا نرى ياقوت قد جعل كتاب «المنمق» في الأمثال التي على «أفعل»، ثم نراه بعد هذا يعزو هذا الّذي ذكره إلى ابن النديم. والغريب أن ابن النديم لم يذكر هذا أو قريبا منه، فهو يقول في كتابه «الفهرست»، وهو يذكر كتب ابن حبيب التي بلغت على عدّه خمسة وثلاثين كتابا، وله- يعنى ابن حبيب- من الكتب كتاب الأمثال على «أفعل» . ولم تجئ في الكتاب- أعنى الفهرست- تلك الزيادة التي زادها ابن حبيب عنه من تسمية ذاك الكتاب باسم «المنمق»، وما ندري أذلك من السقط الّذي منى به كتاب الفهرست، أم هي سقطة من سقطات ياقوت.
ثم نقع في كتاب «التكملة» للصغانى، وفي ذلك التذييل الّذي ذيل به كتابه والّذي يذكر فيه الصغاني الكتب التي رجع إليها وأفاد منها، والتي قاربت الألف فيما يقول، فنجده قد ذكر من بينها لابن حبيب تسعة كتب منها «المنمق» .
واصطفاء الصغاني لكتاب «المنمق» وجعله من مراجعة في معجمه اللغوي يلفتنا إلى أن الكتاب- أعنى المنمق- فيه شيء من مادة معينة كالشعر الاستشهادى أو أسماء القبائل والأعلام، وهذا وذاك لا شك مما كانت لابن حبيب فيه جولات، غير أن هذا الحكم لم يكن سوى ظن، ولم يكن الظن ليلقى ضوءا يجلو ما في كتاب «المنمق» وإن كان يحدد موضوع الكتاب تحديدا يقرّبنا من موضوعة شيئا.
وهكذا لم يكن لي كما يرى القارئ غير ما ساقه الأستاذ «محمد حميد الله» عن كتاب «المنمق»، لا سيما وهو يحدث عن معاينة، وغير تلك الاستنباطات التي استقيتها من تلك المراجع القليلة.
فهو يقول في كلمة الختام (المحبر ٥٠٤): «وكتاب المنمق هذا كتاب في نفس موضوع كتاب المحبر» .
ثم يقول في (ص ٥١١) وهو يتكلم عن كتاب المحبر: «وأنا أظن أنه ألفه بعد كتابه المنمق، وموضوعهما واحد وفصول عديدة منهما مشتركة اللفظ والمعنى» .
المقدمة / 7
يقول هذا وذاك الأستاذ «محمد حميد الله» بعد أن وقعت له نسخة من «المنمق» نقلت عن النسخة الأم التي كانت ملك السيد «ناصر حسين» ببلدة «لكهنو» في الهند، فهو يقول: «ومن مفاخر بلادي وحسن حظي أنى حصلت على نسخة هذا الكتاب في أثناء طباعة المحبر فأضفت إليه بعض الفوائد المأخوذة من «المنمق، وسيراها القارئ في الحواشي والتعليقات» .
إلى هنا لا يملك القارئ لكلمات الأستاذ «حميد الله» إلا أن يطمئن شيئا إلى أنه ثمة تشابه بين الكتابين المحبر والمنمق، وإلى أن هذا التشابه من القوة بمكان.
وحين انتهيت من تقصى المقابلات التي عرضها الأستاذ «حميد الله» تساءلت:
أين ذلك الاتفاق الكبير بين الكتابين؟ وهل هذه المقابلات هي كل ما بين الكتابين من مخالفات؟ وأن ما بعد ذلك مما لم تثبت فيه مقابلات ماض على وتيرة واحدة لا خلاف فيه بين الكتابين.
كان هذا ما ظننته، وكان هذا ما أوحت به كلمة الأستاذ «حميد الله» عن الكتابين.
وعلى هذا جاءت كلمتي في مقدمتي للطبعة الأولى من كتاب «المعارف» فلقد كنت فيها أسير هذه المعلومات التي أفدتها من كلمة الختام تلك. ولكنى بقيت أرقب الحصول على نسخة من كتاب «المنمق»، وكنت أعرف أن الكتاب مخطوط وأنه ليس ثمة منه غير مخطوطة فريدة.
وتمضى الأيام فإذا كتاب «المنمق» يصادف من يلتفت إليه ليحققه وينشره على الناس مطبوعا، وإذا هو يخرج إلى الناس في صورة طيبة بعناية أستاذ كريم هو الأستاذ «خورشيد أحمد فارق» أستاذ اللغة العربية بجامعة دلهى.
وعلى الرغم من أنه طبع سنة ١٩٦٤ م، غير أنه لم يقع لي إلا منذ حين قليل وأنا أعد لهذه الطبعة الثانية من كتاب «المعارف»، وكان لا بد لي من نظرة فيه فاحصة، فإذا الكتاب يحمل عنوانه كاملا «كتاب المنمق في أخبار قريش»، وإذا أبوابه كلها حول هذا العنوان لا تبعد منها في قليل ولا كثير، وإذا الكتاب نهج آخر غير نهج «المعارف» وغير نهج «المحبر» .
المقدمة / 8
وكان لا بد بعد أن وقع لي كتاب «المنمق» وأصبحت أملك الموازنة عن معاينة كما ملكها الأستاذ «حميد الله» من قبل عن معاينة، أن أعارض نصّا بنص، أعنى نص المحبر بنص المنمق، فإذا هذه الموازنة تكشف لي في أماكنها السبعة عن اتفاق ليس على الصورة التي صورها الأستاذ «حميد الله»، وإليك هذه النصوص السبعة كما هي في «المحبر» وكما هي في «المنمق»:
أولها: (المحبر ص ١٣٧) عند الكلام على «أزواد الركب»، فالنص في «المحبر»:
أزواد الركب، الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزّى، ومسافر بن أبى عمرو بن أمية، وأبو أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وزمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد» .
والنص في «المنمق» (ص ٤٦٠- ٤٦١ المطبوعة): أزواد الركب من قريش.
وكانوا إذا سافروا لم يختبز معهم أحد ولم يطبخ، وهم:
الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي، ومسافر بن أبى عمرو بن أمية بن عبد شمس، وأبو أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر ابن مخزوم، وزمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد» .
وثانيها: عند سوق أبيات للحزين الكناني (المحبر ص ١٥٢) وهي:
فإن تك يا طلح أعطيتنى ... عذافرة تستخف الضفارا «١»
فما كان نفعك لي مرة ... ولا مرتين ولكن مرارا
أبوك الّذي صدّق المصطفى ... وسار مع المصطفى حيث سارا
وأمك بيضاء تيميّة ... إذا عدّد الناس كانت نضارا
ففي البيت الأخير منها «كانت نضارا» وأضاف الأستاذ «حميد الله»: «وفي المنمق لابن حبيب (ص ٣٠٧) «كانوا نصارا»، وهو يعنى ما جاء في النسخة المخطوطة.
وحين رجعنا إلى النسخة المطبوعة من المنمق (ص ٤٧٩) وجدنا أنه ليس
المقدمة / 9
ثمة خلاف، وأن الروايتين لا تختلفان، وأن السيد محقق الكتاب «خورشيد أحمد فارق» لم يشر إلى شيء مما أشار إليه السيد «حميد الله» . ولعله وقع عليه ولكنه لم يجد ما يستحق الإثبات، إذ ليس هذا موضع خلاف، إلا إذا سبق إلى الظن أن الكلمة تدل على من كانوا غير مسلمين، وفي هذه كان لا بد أن ترسم «نصارى» بالياء.
وثالثها: عند الكلام على المستهزءين من قريش فالنص في المحبر (ص ١٥٨):
«المستهزءون من قريش وماتوا ميتات مختلفات كفارا، منهم: العاصي بن وائل السهمي، والحارث بن قيس بن عدي الكلبي، وهو صاحب الأوثان، وكان إذا مر بحجر أحسن من الّذي عنده أخذه وألقى الّذي عنده، وفيه نزلت (أَفَرَأَيْتَ من اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ) ٤٥: ٢٣ «١» . والأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى.
والوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، والأسود بن عبد يغوث ابن وهب بن عبد مناف بن زهرة» .
إلى هنا ينتهى نص «المحبر»، وهو كذلك في «المنمق» ليس فيه غير خلاف واحد في اسم، الحارث بن قيس بن عدي، فقد جعله «المحبر» من «كلب» فقال «الكلبي» وجعله «المنمق» من «سهم»، فقال «السهمي» .
وأما ما بعد هذا فقد ساق «المنمق» زيادة طويلة، وهي تقع في النسخة المطبوعة (٤٨٤- ٤٨٧):
«فأما سبب موتهم فإن العاصي بن وائل خرج في يوم مطير على راحلته ومعه ابنان له يتنزه ويتغذى، فنزل شعبا من تلك الشعاب، فلما وضع قدمه على الأرض صاح، فطافوا فلم يروا شيئا، فانتفخت رجله حتى صارت مثل عنق البعير، فمات من لدغة الأرض.
وأما الحارث بن قيس فإنه أكل حوتا مالحا فأخذه العطش فلم يزل يشرب الماء حتى انقد «٢»، فمات وهو يقول: قتلني رب محمد.
المقدمة / 10
وأما الأسود بن المطلب فكان له ابن بارّ به يقال له زمعة، وكان متجره إلى الشام، فكان إذا خرج من عند أبيه في سفر قال: أسير كذا وكذا، أو آتى البلد يوم كذا وكذا. ثم أخرج يوم كذا وكذا، فلا يخرم مما يقول شيئا، وكان رسول الله ﷺ قد دعا عليه أن يعمى الله بصره ويثكله ولده، فخرج في ذلك اليوم الّذي وعده فيه ابنه زمعة القدوم، ومعه غلام له، فأتاه جبريل ﵇، وهو قاعد في ظل شجرة، فجعل يضرب رأسه وجبهته بورقة خضراء فذهب بصره، ويضرب وجهه بالشوك، فاستغاث غلامه، فقال: ما أرى أحدا يصنع بك شيئا إلا نفسك، فأعمى الله بصره وأثكله ولده.
وأما الوليد فمر عليه رجل من خزاعة وعنده نبل قد راشها «١»، فتعلق به سهم.
وقد تقدم ذكر قصة الوليد وموته في الكتاب «٢» .
وأما الأسود بن عبد يغوث فخرج من عند أهله فأصابته السموم فاسود، فأتى أهله فلم يعرفوه وأغلقوا دونه، فمات وهو يقول: قتلني رب محمد.
وحكى إبراهيم بن سعد أن جبريل ﵇: أتى رسول الله ﷺ وهو يطوف بالبيت، فمر الأسود بن المطلب فرمى وجهه بورقة خضراء فعمى، ومر به الأسود بن عبد يغوث الزهري فأشار إلى بطنه فاستسقى ومات حبنا «٣»، ومر الوليد فأشار إلى أثر جرح في أسفل كعبه كان أصابه قبل ذلك بسنين وهو يجر إبله، فمر برجل من خزاعة فتعلق سهم من نبله بإزاره فخدشه خدشا وليس بشيء، فلما أشار إليه جبريل ﵇ انتفض ذلك الخدش فقتله.
ومر به العاصي بن وائل فأشار إلى أخمص رجله فخرج على حمار له، وهو يريد الطائف، فربض به حماره على شبرقة «٤»، فدخلت في أخمصه منها شوكة فقتلته.
المقدمة / 11
ورابعها: حول كلمة في بيتين للحارث بن حنش السلمي يقولهما لهاشم، وكان أخاه لأمه، ساقهما المحبر (ص ١٦٢) فقال:
إن أخى هاشما ليس أخا واحد ... والله ما هاشم بناقص كاسد
والخير في ثوبه في حفرة اللاحد ... الآخذ الألف والوافد للقاعد
وكذا البيتان في المنمق (ص ٣٤) غير خلاف واحد في كلمة «الألف» فهي في المنمق «الإيلاف» وقد صوبها محقق «المنمق» عن «المحبر» .
وخامسها: في أبيات ثلاثة لمطرود بن كعب الخزاعي ساقها المحبر (ص ١٦٣) وهي:
مات النّدى بالشام يوم ثوى كما ... أودى بغزة هاشم لا يبعد
لا يبعدن «١» ربّ الفناء نعوده ... عود السقيم يجود بين العود
فجفانه رذم «٢» لمن ينتابه ... والنصر منه باللسان وباليد
وساقها المنمق (ص ٣٤) كما هي لم يخالف إلا في صدر البيت الأول، فقد رواه:
مات النّدى بالشام لما أن ثوى
ولم يشر إلى هذا السيد «حميد الله» .
وسادسها: حول شعر لمطرود أيضا. فقد ساق المحبر له (ص ١٦٣- ١٦٤) أبياتا أربعة، وهي «٣»:
إن المغيرات وأبناءهم ... لخير آباء وأمّات
للبيض فيض كلهم سيد ... أبناء سادات لسادات
قبر بردمان وقبر بسلمان ... وقبر عند غزّات
وميت مات قريبا لدى ... الحجون من شرق الثنيّات
وقد رواها «المنمق» أيضا (ص ٣٦- ٣٧) مع اختلاف في بعض الألفاظ وزيادة أبيات ثلاثة بعد البيت الرابع، وهذه هي كما وردت في «المنمق»:
المقدمة / 12
إن المغيرات وأبناءهم ... لخير أحياء وأموات
أربعة كلهم سيد ... أبناء سادات لسادات
أخلصهم عبد مناف فهم ... من لوم من لام بمنجاة
قبر بسلمان وقبر بردمان ... وقبر عند غزات «١»
وميت مات قريبا لدى ... الحجون من شرق البنيات «٢»
يا ليلة هيجت ليلاتى ... إحدى ليالي القسيات «٣»
هيجت لي أحزان ما قد مضى ... لما تذكرت المنيات
لما تذكرت منافا بنى ... عبد مناف بت «٤» حاجاتي
وسابعها: عند الكلام على أبناء الحبشيات. فقد ساقهم المحبر (ص ٣٠٦- ٣٠٩) وساقهم المنمق (٥٠٣- ٥٠٥) وبينهما خلاف كبير، وها هما النصان:
نص المحبر:
أبناء الحبشيات: نضلة بن هاشم بن عبد مناف، نفيل بن عبد العزى ابن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب. عمرو بن ربيعة ابن الحارث بن حبيب بن جذيمة، من بنى عامر بن لؤيّ. وأمهم صهال حبشية كانت لهاشم بن عبد مناف. الخطاب بن نفيل، وأمه حية، كانت لجابر بن أبى حبيب الفهميّ. وذكروا أن ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري عير عمر بن الخطاب فقال له: يا بن السوداء، فأنزل الله ﵎:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ من قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ ٤٩: ١١ «٥» .
المقدمة / 13
عمرو بن العاص بن وائل السهمي، معمر بن عثمان التيمي. الحارث ابن عبد الله بن أبى ربيعة المخزومي، وأمه سيحاء حبشية نصرانية، عثمان ابن الحويرث بن أسد بن عبد العزى بن قصي. صفوان بن أمية بن خلف الجمحيّ، هشام بن عقبة بن أبى معيط مالك بن عبيد الله بن عثمان الأموي. عمير بن جدعان التيمي. أبو مليكة بن عبد الله بن جدعان التيمي.
عبد الله بن أبى مليكة بن عبد الله بن جدعان. عبيد الله بن عبد الله ابن أبى مليكة. المهاجر بن قنفذ بن عمرو بن جدعان. عبيد الله بن عبد الله بن معمر بن عثمان التيمي. مسافع بن عياض بن صخر بن كعب التيمي. قرظة بن عبد عمرو بن نوفل. أبو فاختة بنت قرظة، زوج معاوية ابن أبى سفيان. السباق بن عبد الدار بن قصي. عبد الله بن قيس بن عبد الله بن الزبير بن العوام. سمرة بن حبيب بن عبد شمس. عبد الله ابن مسافع بن طلحة، من بنى عبد الدار، عبد الله بن زمعة، أخو بنى عامر بن لؤيّ. أسامة بن زيد بن حارثة، مولى رسول الله ﷺ. عمرو بن هصيص بن لؤيّ، وأمه قسامة. عبد الأعلى بن عبد الله ابن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، يزيد بن كيسان الضمريّ، أمه حبشية. كردوس بن السفاح التغلبي، عنترة بن شداد بن معاوية العبسيّ، أمه زبيبة. السليك بن يثربى السعدي، أمه السلكة.
خفاف بن عمير، وأمه ندبة، بها يعرف. عبد الله بن خازم السلمي، وأمه عجلي. عمير بن الحباب السلمي، أمه الصمعاء. همام بن مطرف التغلبي.
يعلى بن الوليد بن عقبة بن أبى معيط، وله يقول الشاعر:
كأن على مفارق رأس يعلى ... خنافس موتت زمن البطاح
على اسم الله ثم لدى غلاما ... فسميه بأفلح أو رباح
شعبة بن هاني بن قبيصة الشيباني، سعيد بن عمرو الحرشيّ، أسيد بن علاج الثقفي، عبد الله بن سبإ، صاحب السبئية، المتلمس، الضبعي الشاعر أمه يقال لها سحمة، زياد بن عوف بن حارثة بن قتيرة، من السكون، كان فارسا وأمه هندابة. محمد بن على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على
المقدمة / 14
ابن الحسين بن على. على بن محمد بن على بن موسى. موسى بن محمد ابن على بن موسى. جعفر بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن على عبد الله بن حمزة بن موسى بن جعفر بن إسحاق بن موسى بن جعفر. درج.
إبراهيم بن حسن بن حسن. محمد وجعفر، أبناء إبراهيم بن حسن.
سليمان بن حسن، عقيلي، محمد بن داود بن محمد بن سليمان، حسنى.
أحمد بن العباس بن الحسن بن عبيد الله من بنى العباس بن على بن أبى طالب. أحمد بن أبى عبد الملك بن أبى مروان بن أبى عفان، من ولد عثمان ابن عفان. العباس بن محمد بن عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام. العباس ابن المعتصم. محمد بن عبد الله بن إسحاق المهدي، الملقب بنفاطة.
ابن لهبة الله بن إبراهيم بن المهدي. أمه رمار. أحمد بن محمد بن صالح المخزومي. الأخنس، وهو ... الأرقم وهو ... «١» ! ونص المنمق:
أبناء الحبشيات من قريش
نضلة بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، أمه صهال، ونفيل بن عبد العزى العدوي، أمه صهال أيضا، وعمرو بن ربيعة بن حبيب، من بنى عامر بن لؤيّ أمه أيضا صهال هذه، والخطاب بن نفيل العدوي، أمه حية. والحارث ابن عبد الله بن أبى ربيعة المخزومي، أمه سبحاء، وعثمان بن الحويرث بن أسد ابن عبد العزى، وصفوان بن أمية بن خلف الجمحيّ. وهشام بن عقبة ابن أبى معيط، ومالك بن عبيد الله بن عثمان الأموي، وعمير بن جدعان التيمي والعباس بن على بن أبى طالب، ﵉. وأحمد بن أبى عبد الملك ابن أبى مروان بن أبى عفان، من ولد عثمان بن عفان رضى الله عنه، وأحمد بن محمد بن صالح المخزومي، والأرقمي ولم يعرف اسمه، والعباس بن المعتصم، وهبة الله بن إبراهيم بن المهدي، ومحمد بن عبد الله بن إسحاق
المقدمة / 15
ابن المهدي، الملقب بنفاطة. والعباس بن محمد بن عبد الوهاب بن إبراهيم ابن محمد بن على بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب.
هذه هي المواضع السبعة التي وجدنا فيها مقابلات بين «المنمق» و«المحبر» هذا إذا استثنينا موضعين آخرين مكانهما من «المحبر» (ص ١٦٦، ١٩٦) ومكانهما من «المنمق» (ص ٤٢، ١٩٣) أولهما: عن استكمال كلمة جاءت مطموسة في «المحبر»، وثانيهما: عن إشارة إلى كلمة جاءت محرفة في «المنمق»، وهي «أوارة» فقد قرأها الأستاذ «حميد الله»: «أراره» براءين، وإلى ذلك أشار ولم يشر إلى ذلك محقق «المنمق» .
٤ وأرى بعد هذا أنه من الخير أن أثبت هنا ثبت موضوعات «المحبر»، وثبت موضوعات «المنمق»، حتى أضع بين يدي القارئ موضوعات هذا وموضوعات ذاك، لا سيما أن الكتابين عزيزا المنال، وأنه ليس ثمة منهما نسخ موفورة، ولكي نتبين معا ما بين الكتابين من اتفاق أو اختلاف في وضوح وجلاء.
وهذا هو ثبت «المحبر»:
ثبت المحبر
المدد التي بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام- أعمار الأنبياء- ذكر تاريخ العرب- مولد النبي ﷺ تسمية من أقام الحج- أسماء الخلفاء الراشدين- الخلفاء الأمويون- الخلفاء العباسيون- أبناء القرشيات من الخلفاء- أبناء العربيات من الخلفاء- أبناء أمهات الأولاد من الخلفاء- المشبهون بالنبيّ ﷺ العواتك اللواتي ولدن رسول الله- الفواطم اللاتي ولدنه- بنات رسول الله وأصهاره وأصهار الخلفاء وغيرهم- أصهار أبى بكر وعمر وعثمان وعلى والحسن رضى الله عنهم- أصهار الخلفاء من بنى أمية وعبد الله بن الزبير- أصهار الخلفاء العباسيين- أصهار عبد المطلب وأعيان ولده
المقدمة / 16
- أصهار أصحاب الشورى- ذكر مؤاخاة النبي بين أصحابه المهاجرين قبل الهجرة- المؤاخاة بعد الهجرة- رسل النبي إلى الملوك والأشراف- أزواج رسول الله ﷺ أسلاف رسول الله ﷺ غزوات النبي ﷺ ذكر سرايا رسول الله وجيوشه- أمراء رسول الله- موالي رسول الله- قصة أبى كبشة- المسمون بمحمد- من خلق مختونا من الأنبياء- حكام العرب- أزواد الركب- أجواد الجاهلية- أجواد الإسلام- النسأة- المؤذون من قريش- المستهزءون من قريش- المقتسمون- زنادقة قريش- المطعمون لحرب بدر- أصحاب الإيلاف أي العهود- أشراف قريش- قبائل المطيبين من قريش- قبائل الأحلاف من قريش وهم لعقة الدم- قبائل حلف الفضول- قبائل قريش البطاح- قبائل قريش الظواهر- رؤساء حرب الفجار- أسماء الذين رفضوا عبادة الأوثان قبل مبعث النبي- تسمية من كان يدخل على صفية من البدريين محرما لها- الندماء من قريش- قبائل الحمس من العرب- قبائل الحلة من العرب- قبائل الطلس- أئمة العرب بعد عامر بن الظرب- أسماء من أعتقه أبو بكر ممن كان يعذب في الله- دهاة العرب- النسوة المتمنيات موت رسول الله ﷺ أعرق العرب في القتل- من رأى من ولده وولد ولده مائة إنسان- أدلاء العرب- فتاك الجاهلية- فتاك الإسلام- المتعممون بمكة مخافة النساء على أنفسهم من جمالهم- من كان يركب الفرس فتخط إبهاماه في الأرض- رضفات العرب- جمرات العرب وجماجم العرب وأثافى العرب- الضبيعات والربائع والأقارع- فصحاء الإسلام- ما وافق حكم الجاهلية حكم الإسلام- من حرم في الجاهلية الخمر والسكر والأزلام- للعرب ست مناقب قبل الإسلام- رجل تزوج إليه أربعة خلفاء- خليفة سلم عليه عمه وعم أبيه وعم جده- أعرق العرب في العدر- الجرارون من مضر- الجرارون من ربيعة- الجرارون من قضاعة- الجرارون من اليمن- ذوو الآكال من وائل- من اجتمعت عليه هوازن جميعها- من اجتمعت له رئاسة قبيلة من قبائل العرب- القبائل التي لا يزيد عددها- التعدد في النسب- أسماء الحجاب من حجب على رسول الله والخلفاء بعده- من فقئت عينه من الأشراف في الحرب
المقدمة / 17
- أول من ولده هاشميان وأول من ولدته ثلاث هاشميات- رجلان كان عماهما وخالاهما خليفتين- من أقام المواسم من العرب- أسواق العرب المشهورة في الجاهلية- أسماء نقباء رسول الله- رجل تزوج أربع نسوة تسمى كل واحدة منهن عاتكة- أول من سمى من أبناء المهاجرين محمدا- من سمى من بنى الأنصار محمدا- أول مولود بعد الهجرة من قريش ومن الأنصار- أسماء السعود البدريين من المهاجرين والأنصار- من شهد بدرا ممن اسمه عبد الله من المهاجرين والأنصار- تسمية البكاءين- تسمية الذين قتلوا كعب بن الأشرف- الذين قتلوا ابن أبى الحقيق- الّذي قتل العصماء بنت مروان- الذين تولوا يوم التقى الجمعان من قريش ومن الأنصار- الذين تخلفوا عن تبوك- عين رسول الله على أهل بدر وغيرهم- تسمية الجماع للقرآن على عهد رسول الله- تسمية بشراء النبي- تسمية من شهد بدرا من الموالي من المهاجرين والأنصار- رجل تزوج رسول الله عمته وخالته- من كان يرى المتعة من أصحاب النبي- تسمية من شهد مع على الجمل وصفين من أصحاب رسول الله- من شهد صفين مع معاوية منهم- أشراف العميان- البرص من الأشراف- العوران من الأشراف- الحولان من الأشراف والفقم والعرجان والكواسجة الشط منهم- أبناء النصرانيات- أبناء الحبشيات- سنن الجاهلية فبقي الإسلام بعضها- تلبيات الحج في الجاهلية لقبائل شتى- أصنام العرب- أوابد العرب- الميسر- القسامة- تسمية أشراف مكاتبى البصرة والكوفة- الوافون من العرب- الطلحات المعدودون في الجود- أسماء أصحاب الكهف- أسماء من جاء الإسلام وعند الرجل منهم عشر نسوة- أسماء التسعة الرهط المفسدين من قوم صالح- من صلّى بالناس في حصار عثمان- أسماء ملوك الحيرة اللخميين وغيرهم- تسمية من جمع ملك فارس- تسمية ملوك حمير- ملوك كندة- سبب ملك غسان- أصحاب شرط الخلفاء- أسماء أشراف الكتاب- الحمقى المنجبون- حمقى النساء- سبب تبلبل الألسن- أسماء ولد إسماعيل وإسحاق ويعقوب- السحرة- أسماء ولد مدين بن إبراهيم- نسب مريم بنت عمران- نسب دانيال- أسماء الذين نزل فيهم وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا ٢: ١٤ (الآية) - أسماء أشياء ذكرها الله في كتابه- أسماء من
المقدمة / 18
ملك الأرض كلها من الجن والإنس- بنو إبراهيم- قبائل العاربة- أسماء ولد إبليس لعنه الله- الوافيات لأزواجهن اللواتي لم يتزوجن بعدهم- النسوة اللواتي كان أمرهن إليهن في القيام والطلاق لشرفهن- امرأة شهد أبوها وجدها وزوجها بدرا- امرأة شهد لها مع رسول الله سبعة بنين- امرأة شهد أخواها وغيرهما بدرا- امرأة شهد أبوها وعمها بدرا- امرأة استشهد أخوها وخالها وزوجها يوم أحد- امرأة شهد لها أربعة أزواج وأخوها بدرا- امرأة شهد لها زوجان وابنها وابن أخيها بدرا- امرأة أولدها رسول الله وأبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير- امرأة قتل أخوها وابنها وزوجها بأحد- امرأة تعد اثنى عشر خليفة كلهم لها محرم- امرأة تعد تسعة من الخلفاء كلهم لها محرم- امرأة تعد عشرة من الخلفاء كلهم لها محرم- أسماء النسوة المبايعات رسول الله- النسوة اللاتي لحقن بالمشركين فأعطى رسول الله أزواجهن مهورهن- الوافيات من النساء- أسماء من تزوج ثلاثة أزواج فصاعدا من النساء- المنجبات من النساء- ولد ربيعة أربع نسوة وقد ربع أخوهن وأبوهن وزوجهن وابنهن- أسماء نقباء بنى إسرائيل- أسماء الحواريين- أسماء نقباء بنى العباس- النماردة- الفراعنة- أسماء المفسدين في الأرض- أسماء المنافقين- من شرب الخمر صرفا- أسماء المؤلفة قلوبهم- أسماء حواريي رسول الله- أشراف المعلمين وفقهاؤهم- أسماء المصلبين من الأشراف- من نصب رأسه من الأشراف- الفرارون.
المقدمة / 19
ثبت المنمق
فضائل العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه- حديث الإيلاف- قصة زهرة وأمية- أمر المطيبين- ذكر حلف الفضول- حديث الغزال غزال الكعبة- حديث الفيل- حلف عدي وبنى سهم- حديث قصي بن كلاب وجمعه قريشا وإدخالهم الأبطح- حديث الأركاح- حلف خزاعة لعبد المطلب- منافرة عبد المطلب وحرب بن أمية- منافرة عبد المطلب وثقيف- منافرة هاشم ابن عبد مناف وأمية بن عبد شمس- منافرة عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم والحارث بن أسد بن عبد العزى- منافرة مالك بن عميلة وعميرة بن هاجر الخزاعي منافرة بنى مخزوم وبنى أمية- منافرة بنى قصي وبنى مخزوم- منافرة بنى لؤيّ ابن غالب- منافرة عتبة بن ربيعة والفاكه بن المغيرة المخزومي- حديث بنى سهم في قتلهم الحيات- حديث بغى بنى السباق على أهل مكة- حديث خضاب عبد المطلب بالوسمة- ذكر ما كان بين قريش وكنانة يوم ذات نكيف- حديث يوم المشلل- يوم بدر- حديث يوم فخ- وقعة محارب بن فهر وبنى ضمرة- حديث القسامة- حديث ابتداع قريش التحمس- قصة أسد شنوءة وبنى عدي عن الواقدي وهو يوم نخلة- قصة عمر بن الخطاب مع عمارة بن الوليد عن الواقدي- حديث ابن لحفص بن الأخيف عن الواقدي- حديث يوم شهورة- حديث القرية عن الكلبي- حديث بغى بنى السبيعة عن الكلبي- حديث الفاكه عن الواقدي- حديث قيس بن نشبة وجواره للعباس بن عبد المطلب- حديث رقيقة- حديث الصائح على بن قيس- قصة أصل مال عبد الله بن جدعان- حديث نعى عبد الله بن جدعان- قصة ركانة- حديث من ترك عبادة الأصنام من قريش- قصة عثمان بن الحويرث مع قيصر عن هشام وأبى عمرو الشيباني وغيرهما- قصة أيام الفجار وهي متصلة بأحاديث قريش وذكر ما هاج الفجار الأول عن أبى البختري- ذكر ما هاج الفجار الثاني وهو فجار الفخر ويروى فجار الرجل- ذكر ما هاج الفجار الثالث- ذكر ما هاج
المقدمة / 20