Macalim Usul Din
معالم أصول الدين
Investigator
طه عبد الرؤوف سعد
Publisher
دار الكتاب العربي
Publisher Location
لبنان
Genres
Creeds and Sects
فَتلك الْأَجْزَاء إِن ردَّتْ إِلَى بدن هَذَا فقد ضَاعَ ذَلِك وَبِالْعَكْسِ وعَلى التَّقْدِيرَيْنِ فقد بَطل القَوْل بالحشر والنشر
وَالْجَوَاب عَنهُ أما على قَوْلنَا إِن الْإِنْسَان جَوْهَر نوراني مشرق فِي دَاخل الْبدن فَكل الإشكالات زائلة وَأما على ظَاهر قَول الْمُتَكَلِّمين فَهُوَ أَن الْإِنْسَان فِيهِ أَجزَاء أَصْلِيَّة وأجزاء فضلية وَالْمُعْتَبر إِعَادَة الْأَجْزَاء الْأَصْلِيَّة لهَذَا الْإِنْسَان ثمَّ أَن الْأَجْزَاء الْأَصْلِيَّة فِي هَذَا الْإِنْسَان أَجزَاء فاضلة لغيره فَزَالَ هَذَا السُّؤَال وَالْمذهب الَّذِي اخترناه قريب من هَذَا
الْمَسْأَلَة الرَّابِعَة ثَوَاب الْقَبْر وعذابه حق
لأَنا بَينا أَن الْإِنْسَان جَوْهَر لطيف نوراني سَاكن فِي هَذَا الْبدن فَبعد خراب هَذَا الْبدن إِن كَانَ كَامِلا فِي قُوَّة الْعلم وَالْعَمَل كَانَ فِي الْغِبْطَة والسعادة وَإِن كَانَ نَاقِصا فيهمَا كَانَ فِي الْبلَاء وَالْعَذَاب ثمَّ الْقُرْآن الْقَدِيم يدل عَلَيْهِ
أما فِي حق السُّعَدَاء فَقَوله تَعَالَى ﴿وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله أَمْوَاتًا بل أَحيَاء عِنْد رَبهم يرْزقُونَ فرحين بِمَا آتَاهُم الله من فَضله﴾ وَأما فِي حق الأشقياء فَقَوله تَعَالَى ﴿النَّار يعرضون عَلَيْهَا غدوا وعشيا﴾ وَقَوله تَعَالَى ﴿أغرقوا فأدخلوا نَارا﴾
الْمَسْأَلَة الْخَامِسَة الْجنَّة وَالنَّار مخلوقتان
أما الْجنَّة فَلقَوْله تَعَالَى فِي صفتهَا ﴿أعدت لِلْمُتقين﴾ وَأما النَّار فَلقَوْله تَعَالَى فِي صفتهَا ﴿فَاتَّقُوا النَّار الَّتِي وقودها النَّاس وَالْحِجَارَة أعدت للْكَافِرِينَ﴾ وَقَوله تَعَالَى ﴿وَاتَّقوا النَّار الَّتِي أعدت للْكَافِرِينَ﴾
1 / 127