122

Chevrier » الذي كان سيقوم بتزيين كتاب «الأيام» في طبعته الإنجليزية. كان قد قطع على نفسه عهدا أن يصحبني إليها منذ أن عثر على مكانها، لكنه لم يستطع الوفاء بهذا الوعد، بيد أن هذا البيت القديم لم يعد قائما، وليس بوسع أحد أن يدلني عليه. وإن الحزن ليغمرني بسبب ذلك.

عين مصطفى عبد الرازق شيخا للأزهر، ولم يتم تعيينه في هذا المنصب بلا صعوبات. فقد تخلى عن لقبه كباشا، ولم يعد سوى مجرد شيخ الأزهر. وابتسم طه بود قائلا: «إن ذلك يسليني قليلا، ولا أدري لم أتذكر الآن البابوات في عصر النهضة.»

حدث ذلك كله بين مقتل أمين عثمان

205

والإضرابات المقلقة في المحلة الكبرى

206

وموت صفية زغلول زوجة سعد زغلول

207

الذي سبب لي الكثير من العذاب.

عندما وصلت بورسعيد كنت في حالة تدعو للرثاء؛ فالعاصفة لم تهدأ خلال سبعة أيام من السفر. كان مؤنس قد رافقني بحب حتى مرسيليا، وهناك علمنا أن المركب سيبحر من طولون؛ فاضطررت لوداعه بسرعة وأنا أتسلق الشاحنة الكئيبة المغلقة بغطاء، والتي كانت ستنقلنا إلى طولون مع سبعة عشر مدنيا آخرين، وأنزلنا على ساحل رملي معزول ومتوحد. كانت باخرة الإمبير باتل إكس غير أنها كانت أصغر من اسمها! وأعلنت سيدة مصرية من فورها وبشكل صارم أنها لن تصعد إلى هذه الباخرة، ونصحها زوجها متوسلا فترة من الوقت، حتى انصاعت في النهاية لرجائه. ونزلت في الحجرة التي نزلت بها، وتفاهمنا تماما مع المسافرين الأربعة الآخرين؛ فقد كنا ستة مسافرين في مقصورة واحدة! وكنا نتقاسم مغسلة عرضها ثلاثون سنتيمترا تقريبا، ولم يكن هناك بطبيعة الحال ماء ساخن أو حمام تحت تصرفنا. كانت الباخرة حافلة بالجنود الذين لم نكن نراهم، ولم نكن نتحدث نادرا إلا مع الضباط، كما أن الطعام لم يكن شهيا جدا، إلا أنه لم يكن لذلك أهمية كبيرة بما أن الجميع كانوا مرضى تقريبا. ولم يكن بوسع العسكريين الذين كلفوا بالاهتمام بنا أن يفعلوا شيئا مهما لنا، على أن ما كانوا يفعلونه، كانوا يقومون به بلطف.

Unknown page