(حَملتهُ لِي دُوَيَّة حَسنتْ ... كُنتُ عَليها فِي الظَّرفِ أعْتمدُ)
(كَمثلِ زَهرِ الرِّياضِ مَا وَجدَتْ ... عَيني لهَا مُشبهًا وَلا تجدُ)
(فمرَّ يَوْمًا بهَا عَلى رَجُلٍ ... لَديهِ عِلمُ اللُّصوصِ يَستندُ)
(أوْدَعها عنِدهُ فَفرَ بهَا ... وَما حَواهُ مِنْ بَعدها الْبلدُ)
(فَجاء يَبكي فَظَلْتُ أضحكُ مِنْ ... فِعلي وَقلبي بِالغيظِ يَتْقدُ)
(وَقالَ لِي لَا تَخفْ فحليتهُ ... مَسهورةُ الشكل حِينَ يُفتقدُ)
(عَليه ثَوبٌ وَعمةٌ ولهُ ... ذَقنٌ وَوجهٌ وَساعدٌ ويدُ)
(وَقائلٍ بعهُ قُلتُ خُذهُ وَلاَ ... وَزنٌ تُجازِي بِهِ وَلَا عددُ)
(فَفي الذِي قَدْ أضاعهُ عِوضٌ ... وَهُوَ على أَن يزِيد مُجْتَهد) // المنسرح //
وَمثله قَول رَاشد الْكَاتِب فِي غُلَام لَهُ قد بَاعه وَكَانَ اسْمه نفيسًا فَسَماهُ خسيسا
(بعْنا خَسيسًْا فَلم يحزن لَهُ أحد ... وَغابَ عَنا فَغابَ الهمُّ والنكدُ)
(أهْونْ بهِ خَارِجا منْ بَين أظْهرنا ... لم نَفتقده وكلبُ الدَّارِ يُفتقدُ)
(قَدْ عَرِّيتْ مِنْ صُنوفِ الخَير خِلقتهُ ... فَلَا رُواءٌ ولاَ عَقلٌ ولاَ جلدُ)
(يَدعُو الفحولَ إِلى مَا تَحتَ مِئزره ... دُعاء منْ فِي استه النيرانُ تتقد) // الْبَسِيط //
وَقَالَ فِيهِ أَيْضا
(عَرضنا خَسيسًا فاحتمى كلُّ تاجرٍ ... شِراهُ وأعْيا بَيْعهُ كلَّ دَلالِ)
(وَمَا باتَ فِي قَومٍ يَحبُّونَ قُربهُ ... فأصبحَ إلاَّ وَالمحبُّ لهُ قالي)
(فَمَا فِي يديهِ خِدمةٌ يُشتهى لهَا ... ولاَ عِندهُ مَعنىً يُرادُ على حالِ)
(بَلى لَيس يَخلو من مَعايبِ أهلهِ ... وَإنْ أَصبْحوا فِي ذِروةِ الشَّرفِ العالي)
1 / 63