(ذَا بَعضُ أوْصافهِ وَقدْ بَقيتْ ... لهُ صِفاتٌ لمْ يحوها أحدُ)
وَقد عارضها الشهَاب مَحْمُود بقصيدة يذم فِيهَا غُلَاما لَهُ وَهِي
(مَا هُوَ عبد علا ولاَ ولدُ ... إلاَّ عناءٌ تَضنى بِهِ الكبِدُ)
(وَفرط سقمٍ أَعْيا الأساةَ فلاَ ... جِلْدٌ عليهِ يَبقى وَلَا جَلَدُ)
(أقبحُ مَا فِيهِ كلُّه وَلقدْ ... تَساوتِ الروحُ مِنْهُ والجسدُ)
(أشبهُ شيءٍ بالقردِ فهوَ لهُ ... إنْ كَانَ لِلقرد فِي الْورى ولدُ)
(ذُو مُقلةٍ حشوُ جَفنها عَمَصٌ ... تَسيلُ دَمعًا وَما بهَا رَمدُ)
(وَوجنةٍ مِثل صبغةِ الوَرْسِ ... لكنْ ذاكَ صافٍ وَلونها كمِدُ)
(كَأَنَّمَا الخدُّ فِي نَظافتهِ ... قدْ أكِلَتْ فَوق صَحنهِ غُدَدُ)
(يقطر سُمًّا فَضحكهُ أبدا ... شرّ بُكاءٍ وَبِشرهُ حَرَدُ)
(يجمعُ كَفّيهِ مِنْ مَهانتهِ
كَأَنَّهُ فِي الهّجيرِ مُرتعدُ)
(يُطرِق لاَ مِنْ حَيا وَلا خَجلٍ ... كأنّهُ لِلترابِ مُنتقدُ)
(ألَكنُ إِلاَّ فِي الشتمِ يَنبحُ كالْكلبِ ... وَلوْ أنَّ خَصمهُ الأَسدُ)
(يَشتمني الناسُ حِينَّ يَشتمهمْ ... إذْ لَيْسَ يرضى بشمته أحدُ)
(كَسلانُ إلاَّ فِي الأ كل فَهُوَ إِذا ... مَا حضر الأ كل جَمَرةٌ تَقِدُ)
(كَالنارِ يَوْمَ الرِّياحِ فِي الْحطب اليابسِ ... تأتِي على الَّذِي تجدُ)
(يَرفُلُ فِي حُلةٍ منبته ... من قمله رقم طرزها طرد)
(أجملُ أوْصافهِ النميمةُ وَالْكذب ... وَنقل الْحديثِ وَالحَسدُ)
(كُلُّ عُيوب الورَى بِهِ اجْتَمعتْ ... وَهو بأضعافِ ذَاكَ مُنفردُ)
(إِنْ قُلتُ لَمْ يَدرِ مَا أقولُ وَإنْ ... قالَ كِلَانَا فِي الْفَهم مُتحد)
(كأنّ مَا لي إِذا تَسلّمَهُ ... مَاءٌ قَرَاحٌ وَكَفُّهُ سرد)
1 / 62