وَهُوَ من قصيدة من الطَّوِيل يمدح بهَا أَبَا الْغَيْث مُوسَى بن إِبْرَاهِيم وَيعْتَذر إِلَيْهِ وأولها
(شهدتُ لقد أقْوتْ مَعالمكم بَعدِي ... ومَحْت كَمَا مَحتْ وشائعُ مِنْ بُرد)
(وأنجدتُمُ من بعد إتهام داركم ... فيا دمع أنجدني على سَاكِني نجدِ)
(لعمري لقد أخلقتمُ جِدّةَ البكا ... بكاءَ وجَدَّدتم عليّ بِلَى الْوجدِ) إِلَى أَن قَالَ فِي مديحها
(أَتانِي مَعَ الركْبَان ظن ظننته ... نَكسْتُ لهُ رَأْسِي حَياءَ من المجدِ)
(لَقد نكب الْغدرُ الْوَفَاء بساحتي ... إِذا وَسرحتُ الذَمَّ فِي مَسرح الحْمدِ)
(وَهتَّكْتُ بالقولِ الخَنا حُرمةَ العلاَ ... وأسْلكت حُرَّ الشِّعر فِي مسلكِ الْبعد)
(نسيت إِذا كم من يَد لَك شاكلت ... يدَ الْقرب أعدت مستهاما على الْبعد)
(وَمنْ زَمنٍ ألْبستنيهِ كأنهُ ... إِذا ذُكرتْ أيَّامه زمنُ الوردِ)
(وَإنكَ أحكمتَ الَّذِي بينَ فِكرتِي ... وبَينَ القوافِي منْ ذِمامِ ومنْ عَهْدِ)
(وأصْلتَّ شِعرِي فَاعتلى رَونقَ الضُّحى ... ولولاكَ لم يَظهرْ زَمانًا من الغِمدِ)
(وَكيفَ وَمَا أخْللتُ بَعدَك بالحِجا ... وَأنتَ فَلم تُخلِلْ بِمكرمةٍ بعدِي)
(أسَرْبِلُ هُجرَ القولِ مَنْ لوْ هَجوتهُ ... إِذًا لهجانِي عنهُ مَعروفهُ عِندِي)
1 / 36