178

Macahid Tansis

معاهدة التنصيص

Investigator

محمد محيي الدين عبد الحميد

Publisher

عالم الكتب

Publisher Location

بيروت

(إِذن لَهلكتُ لَو كَانَت صغَارًا ... من الْأَخْلَاق تُبْتَدعُ ابتداعا) (فَلم أرَ مُنْعِمِينَ أقلَّ منا ... وأكرَمَ عِنْدَمَا اصطنعوا اصطناعا) (مِنَ البيضِ الوجوهِ بني نُفَيْلٍ ... أبَتْ أخْلاقُهُمْ إِلَّا اتساعا) // الوافر // وَهِي طَوِيلَة والفدن محركة الْقصر المشيد والسياع بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة الطين بالتبن يطين بِهِ وَالشَّاهِد فِيهِ الْقلب أَيْضا وَمَعْنَاهُ كَمَا طينت الفدن بالسياع وَهَذَا من قبيل الْقلب الْمَرْدُود لِأَن الْعُدُول عَن مُقْتَضى الظَّاهِر من غير نُكْتَة تَقْتَضِيه خُرُوج عَن تطبيق الْكَلَام لمقْتَضى الْحَال والقطامي بِفَتْح الْقَاف وَضمّهَا اسْمه عُمَيْر بن شييم والقطامي لقب غلب عَلَيْهِ وَكَانَ نَصْرَانِيّا وَأسلم قَالَه ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخ دمشق وَهُوَ شَاعِر إسلامي مقل فَحل مجيد وَعَن الشّعبِيّ ﵀ قَالَ قَالَ عبد الْملك وَأَنا حَاضر للأخطل يَا أَبَا مَالك أَتُحِبُّ أَن لَك بشعرك شعر شَاعِر من الْعَرَب قَالَ اللَّهُمَّ لَا إِلَّا شَاعِرًا منا مغدف القناع خامل الذّكر حَدِيث السن إِن يكن فِي أحد خير فسيكون فِيهِ ولوددت أَنِّي سبقته إِلَى قَوْله
(وَإِنِّي لَصبَّارٌ على مَا ينوبني ... وحسبك أَن الله أثنى على الصَّبْر) // الطَّوِيل // وَرَوَاهُ صَاحب الدّرّ الفريد لأبي سعيد المَخْزُومِي يُخَاطب بِهِ امْرَأَته وَأول الأبيات (ثِقِي بجميل الصبرِ مني على الهجر ... وَلَا تثقي بِالصبرِ مني على الهجر) // الطَّوِيل // وَأَرَادَ بالغنى مسببه أَعنِي الرَّاحَة وبالفقر المحنة يَعْنِي أَن السِّيَادَة مَعَ التَّعَب وَالْمَشَقَّة أحب إِلَيْهِ من الرَّاحَة والدعة بِدُونِهَا وَالشَّاهِد فِيهِ وَصفه بالإطناب بِالنِّسْبَةِ إِلَى مصراع أبي تَمام لِأَنَّهُ مساوٍ لَهُ فِي أصل الْمَعْنى مَعَ قلَّة حُرُوفه وَمثل ذَلِك قَول الشماخ (إِذَا مَا رايةٌ رُفِعَتْ لمجدٍ ... تلقَاهَا عرابة بِالْيَمِينِ) // الوافر // وَقَول بشر بن أبي خازم (إِذا مَا المكرماتُ رُفعن يَوْمًا ... وقصَّرَ مُبْتَغُوها عَن مَداهَا) (وَضاقَتْ أذرُعُ الْمُثْرِينَ فِيهَا ... سما أوسٌ إِلَيْهَا فاحتواها) // الوافر // والمعذل هُوَ ابْن غيلَان بن الحكم بن البحتري وَكَانَ أَبوهُ غيلَان شَاعِرًا أَيْضا حدث عمَارَة قَالَ مر المعذل بن غيلَان بِعَبْد الله بن سوار الْعَنْبَري القَاضِي فاستنزله عبد الله وَكَانَ من عَادَة المعذل أَن ينزل عِنْده فَأبى وأنشده (أمِنْ حق الْمَوَدَّة أَن نُقضِّي ... ذِمامكُم وَلَا تقضوا ذِمامَا)

1 / 180