300

Al-mabdaʾ waʾl-maʿād

المبدأ والمعاد

Editor

قدمه وصححه : الأستاذ السيد جلال الدين الآشتياني

Edition

الثالثة

Publication Year

1422 - 1380ش

مرتسمة في آلات أوهامها كما في إدراكها لسائر الأمور المدركة بالوهم لا في آلات ذواتها التي هي القلب.

فذوات الحيوانات مرة في آلة وجودها التي هي القلب ومرة في آلة وهمها وهي مدركة من حيث هي في آلة الوهم.

سؤال:

فما البرهان على أن إدراكنا لذاتنا ليس كذلك والجواب:

لأن فينا قوة مدركة للكليات المفارقة عن عوارض الشخصيات فيمكننا أن ندرك ماهية ذاتنا مجردة عن اللواحق الغريبة فإذا شعرنا بذاتنا المخلوطة بغيرنا شعرنا بامتياز ذاتنا عن الأمور المخالطة لها فيجوز أن يتمثل فينا حقيقة ذاتنا وإن كانت سائر الأمور غائبة عنا.

وإدراك الحيوانات لذواتها ليس على هذا الوجه فلا بد أن يدرك ذواتها بقوة مدركة للمعاني المجردة في ذاتها المتعلقة الوجود بمادة جزئية من حيث كونها متعلقة الوجود بمادة جزئية فتدرك الحيوانات ذواتها بالوهم.

أسئلة هذا التجريد والتفصيل لذاتنا عما يخالطها أمر ذهني ولا يستدعي ذلك تجردا عنها بحسب الواقع فربما كان ما عليه الوجود بخلاف ما فرضه الذهن.

وأيضا ما ذكرت من الحجة غير مختصة بما إذا أدركنا ذواتنا كلية أو جزئية مخلوطة بل التحقيق أن كلما يدرك شيئا فله ذلك المدرك كليا كان أو جزئيا.

فالحمار إذ أدرك ذاته المخلوطة يكون ذاته موجودة له في جميع الأحوال لا لشيء آخر كالمادة الجسمية فذاته مجردة عن المادة الجسمية وأيضا يبطل كون المدرك لذات الحمار قوة وهمية أن تلك القوة إن كانت في الحمار فذات الحمار في الحمار وإن كانت في غيره لم يكن الشاعر هو المشعور به فلم يكن الحمار مدركا لذاته وقد مر إبطاله.

وأجاب الشيخ في كتاب المباحثات عن هذه الأسئلة بأمور غير مقنعة وحكم أيضا

Page 402