Al-mabdaʾ waʾl-maʿād
المبدأ والمعاد
Editor
قدمه وصححه : الأستاذ السيد جلال الدين الآشتياني
Edition Number
الثالثة
Publication Year
1422 - 1380ش
Your recent searches will show up here
Al-mabdaʾ waʾl-maʿād
Ṣadr al-Dīn Muḥammad al-Shīrāzī (d. 1050 / 1640)المبدأ والمعاد
Editor
قدمه وصححه : الأستاذ السيد جلال الدين الآشتياني
Edition Number
الثالثة
Publication Year
1422 - 1380ش
لجسدك ثم في أنهارها وبحارها وجبالها ومعادنها كيف أنزل الله تعالى عليها الماء وهي ميتة فاهتزت وربت واخضرت وأنبتت عجائب النباتات وخرج منها أصناف الحيوانات.
ثم انظر كيف أحكم جوانب الأرض بالجبال الراسيات والشوامخ الصم الصلاب وكيف أودع المياه تحتها وفجر العيون وأسال الأنهار وأخرج من الحجارة اليابسة ومن التراب الكدر ماء رقيقا عذبا صافيا زلالا وجعل به كل شيء حيا.
ثم انظر إلى الجواهر المعدنية المودعة تحت الجبال فانظر إلى الجبال وعجائب أمرها وتكونها من التراب أولا كالذهب والفضة والفيروزج واللعل وغيرها وأنها كيف هدى الله تعالى الناس إلى استخراجها وتنقيتها وتخليصها عن الغش واتخاذ الأواني والآلات والنقود والحلي عنها.
ثم انظر إلى أصناف الحيوانات كيف يتولد ويتوالد ويغتذي وينمو. ولكل منها تهيؤ من الأعضاء والآلات والأشياء الداخلية والخارجية ما يتم به خلقته ويعيش به بدنه فاختلفت بحسب الأعضاء وأوضاعها وأحوالها ومشاعرها ومداركها وبحسب الأمكنة فمنه ما يحتاج إلى تنفس الهواء كالإنسان ومنه ما يضطر إلى استنشاق الماء كالسمك ومنه ما لا حاجة إلى شيء منها. ثم منها ما يطير ومنها ما يمشي ومنها ما يزحف.
ثم انظر إلى عجائب البقة والنملة والنحل والعنكبوت التي هي من صغار الحيوانات في بناء بيتها وفي جمعها غذاءها وألفها لزوجها وفي ادخارها لنفسها وفي حذاقتها في هندسة بيتها وفي هدايتها إلى حاجتها فانظر إلى النحل ومسدساته وإلى العنكبوت ومثلثاته جميع ذلك روعيت فيها أغراض هندسية.
وما من حيوان صغير ولا كبير إلا وفيه من العجائب ما لا يحصى.
أ فترى أنه يعلم هذه الصنعة من نفسه أو
Page 323
Enter a page number between 1 - 525