قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخذ رجلا من بني هاشم فلا يقتلنه فإنما أخرجوا كرها، ومن أخذ أبا البختري العاص بن هشام فلا يقتلنه فإنه كان حسن الصحبة لنا بمكة، ومن أخذ الحارث بن عامر بن نوفل فلا يقتلنه وليتركه ليتامى بني نوفل ابن عبد مناف.
فأما الحارث بن عامر فأدركه خبيب بن يساف وهو لا يعرفه فقتله، وأما أبو البختري فأدركه المجذر بن زياد البلوي وهو مترادف هو ورجل، فقال له: يا أبا البختري إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن قتلك فانزل وأنت آمن.
قال: وصاحبي؟ قال المجذر: لا والله.
فقال أبو البختري:
لا يسلم ابن حرة زميله ... حتى يموت أو يرى سبيله
فقال المجذر: إذا والله أقتلك، فغضب ونزل عن الفرس ثم جعل يرتجز:
ما أبتغي في العيش بعد الماضين ... الفتية البيض الحيسان الشارين
فقال المجذر:
بشر بيتم إن لقيت البختري ... وبشرن بمثلها مني بني
أنا الذي يعلم أصلي من بلي ... أطعن بالآلة حتى تنثني
Page 345