224

Mabāḥith al-tafsīr li-Ibn al-Muẓaffar (wa-huwa istidrakāt wa-taʿlīqāt ʿalā tafsīr al-Kashf waʾl-Bayān lil-Thaʿlabī)

مباحث التفسير لابن المظفر (وهو استدركات وتعليقات على تفسير الكشف والبيان للثعلبي)

Investigator

حاتم بن عابد بن عبد الله القرشي

Publisher

كنوز إشبيليا - المملكة العربية السعودية

Edition Number

الأولى، 1430 هـ - 2009 م

من الليل. والله أعلم.

208 -

قال في قوله

: {فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون}: "

(أو) بمعنى الواو، كقوله: {آثما أو كفورا}. قال: " لأنهم قالوها جميعا. نقل عن أبي عبيدة ".

قلت: لا حاجة إلى أن نجعل (أو) بمعنى الواو، بل لا وجه له؛ لأنهم نسبوه إلى السحر والجنون في مقامين، لا في مقام واحد؛ لأن قولهم هذا ساحر أو مجنون. يكون معناه: إنه إنما يظهر هذه الأشياء لسحره، أو هو إنما يدعي النبوة لجنونه؛ لأنهم إنما أرادوا أن ينسبوه إلى البطلان، والموجب للبطلان إما السحر، أو الجنون. فلو قلنا: بأن (أو) بمعنى الواو كان معناه هذا ساحر ومجنون فيكون كلاما متنافيا؛ لأن فرعون كان يعلم أن السحر لا يجتمع مع الجنون؛ لأن السحر يحتاج إلى عقل. فأما المجنون لم يكن قادرا على السحر فكيف ينسبه إليهما جميعا في حالة واحدة، بخلاف قوله: {آثما أو كفورا} لأن

Page 290