181

Mabahith Tafsir

مباحث التفسير لابن المظفر (وهو استدركات وتعليقات على تفسير الكشف والبيان للثعلبي)

Investigator

حاتم بن عابد بن عبد الله القرشي

Publisher

كنوز إشبيليا - المملكة العربية السعودية

Edition Number

الأولى، 1430 هـ - 2009 م

سورة الروم

167 -

قال في قوله تعالى

: {وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين}: "

الفائدة في تكرار {قبل} ههنا، أن الأولى للإنزال، والثانية: للمطر. وقيل: على التأكيد ".

قلت: أما الأول فلا وجه له؛ لأن إنزال المطر، والمطر واحد من حيث أنهما ينلازمان فكأنه قال: من قبل المطر من قبل المطر، أو من قبل إنزال المطر عليهم من قبل إنزال المطر، وإنزال المطر لا يكون قبل المطر، أو من قبل إنزال المطر، من قبل إنزال المطر، لأن إنزال المطر بلا مطر محال فلا يكون في التكرار فائدة.

وأما الثاني فلا وجه له أيضا: لأن التأكيد إنما يكون إذا كان فيه زيادة فائدة إما من الوضوح، أو من الكثرة، أو نحو ذلك.

وهذا التكرار لا يفيد فائدة ما، فلا يكون تأكيدا.

والأشبه أن يكون الثاني كناية عن السحاب في قوله: {فتثير سحابا} فيكون التقدير: وما كانوا من قبل إنزال المطر عليهم من قبل السحاب إلا مبلسين على البلد، أو يكون الثاني كناية عن العشب والكلأ أي قبل المطر قبل العشب كناية عن غير مذكور.

Page 247