Mabahith fi Ulum al-Quran by Subhi al-Salih

Sobhi Al-Saleh d. 1407 AH
12

Mabahith fi Ulum al-Quran by Subhi al-Salih

مباحث في علوم القرآن لصبحي الصالح

Publisher

دار العلم للملايين

Edition Number

الطبعة الرابعة والعشرون كانون الثاني/ يناير ٢٠٠٠

Genres

إلى بعض١. والقول بعدم الهمز في هذ الآراء الثلاثة كاف للحكم ببعدها عن قواعد الاشتقاق وموارد اللغة. وممن رأى أن لفظ "القرآن" مهموز: الزجاج٢ واللحياني٣ وجماعة. أ- يقول الزجاج: إن لفظ "القرآن" مهموز على وزن فعلان، مشتق من القرء بمعنى الجمع، ومنه قرأ الماء في الحوض إذا جمعه؛ لأنه جمع ثمرات الكتب السابقة٤. ب- ويقول اللحياني: إنه مصدر مهموز بوزن الغفران، مشتق من قرأ بمعنى تلا، سمي به المقروء تسمية للمفعول بالمصدر٥. والأخير أقوى الآراء وأرجحها، فالقرآن في اللغة مصدر مرادف للقراءة، ومنه قوله تعالى: ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ، فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾ ٦. والعرب في الجاهلية حين عرفوا لفظ "قرأ" استخدمواه بمعنى غير معنى التلاوة، فكانوا يقولون: هذه الناقة لم تقرأ سلى قط، يقصدون أنها لم تحمل ملقوحا ولم تلد ولدًا، ومنه قول عمرو بن كلثوم: هجان اللون لم تقرأ جنينا٧ أما قرأ بمعنى "تلا" فقد أخذها العرب من أصل آرامي وتداولوها،

١ البرهان ١/ ٢٧٨. ٢ الزجاج: هو إبراهيم بن السري، ويكنى أبا إسحاق، صاحب كتاب "معاني القرآن" توفي سنة ٣١١ "انظر إنباه الرواة ١/ ١٦٣". ٣ اللحياني: هو أبو الحسن علي بن حازم، اللغوي المشهور المتوفى سنة ٢١٥، وقد فاد ابن سيده من كتبه في تأليف "المخصص". ٤ البرهان ١/ ٢٧٨. ٥ الإتقان ١/ ٨٧. ٦ ويرى بعض المفسرين أن منه أيضا قوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ﴾ أي: القراءة. ٧ لسان العرب ١/ ١٢٦.

1 / 19