Mabahith fi al-Tafsir al-Mawdhu'i
مباحث في التفسير الموضوعي
Publisher
دار القلم
Edition Number
الرابعة ١٤٢٦ هـ
Publication Year
٢٠٠٥ م
Genres
﴿قَد سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا﴾ فكان من عظيم فضله ﷾ أن لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا شمله الفضل ومنه سماع شكوى المرأة الضعيفة.
٧- وفي ختام سورة المرسلات ﴿فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ﴾ وبداية سورة النبأ ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ، عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ﴾ فكأنه عين الحديث الذي ينبغي أن يؤمنوا به فهو النبأ العظيم.
٨- وكذلك نهاية سورة الضحى ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ مع بداية سورة الشرح ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَك﴾، فانشراح الصدر، ووضع الوزر ورفع الذكر من أعظم النعم.
٩- ونهاية سورة العاديات ﴿إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ﴾ مع بداية القارعة ﴿الْقَارِعَةُ، مَا الْقَارِعَةُ﴾ فكأنه عين اليوم الذي يكشف ما في الصدور وهو يوم القارعة.
١٠- وآخر سورة الفيل ﴿فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُول﴾ مع بداية سورة قريش ﴿لِإِيلافِ قُرَيْشٍ، إِيلافِهِمْ﴾ حتى قال الأخفش عن هذا الاتصال: اتصالها بها من باب قوله: ﴿فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا﴾ ١ [القصص: ٨] أي فعل بأصحاب الفيل ما فعل ليتألف قلب قريش غلى الإيمان.
١١- ومن لطائف سورة الكوثر كالمقابلة للتي قبلها، لأن السابقة قد وصف الله فيها المنافق بأمور أربعة: البخل، وترك الصلاة، والرياء فيها، ومنع الزكاة. فذكر هنا في مقابلة البخل ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر﴾ أي الكثير، وفي مقابلة ترك الصلاة ﴿فَصَلِّ﴾ أي دُمْ عليها، وفي مقابلة الرياء ﴿لِرَبِّكَ﴾ أي لرضاه لا للناس، وفي مقابله منع الماعون: ﴿وَانْحَر﴾ وأراد به التصدق بلحم الأضاحي، فاعتبر هذه المناسبة العجيبة٢.
وليس هذا الترابط بين السورتين المكيتين أو المدنيتين بل نحو ذلك بين السور المكية والمدنية أيضًا.
_________
١ انظر: البرهان للزركشي: ١/ ٣٨.
٢ المرجع السابق: ١/ ٣٩.
1 / 83