426

Maʾāthir al-Ināfa fī maʿālim al-Khilāfa

مآثر الإنافة في معالم الخلافة

Editor

عبد الستار أحمد فراج

Publisher

مطبعة حكومة الكويت

Edition

الثانية

Publication Year

١٩٨٥

Publisher Location

الكويت

وَفِي سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة تسلم الفرنج الْقُدس بِالصُّلْحِ
وَفِي سنة تسع وَعشْرين فتح السُّلْطَان الْملك الْكَامِل آمد من بِلَاد الجزيرة وَفِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة سَار النَّاصِر دَاوُد صَاحب الكرك من الكرك إِلَى بَغْدَاد ملتجئا إِلَى الْخَلِيفَة الْمُسْتَنْصر لما حصل عِنْده من الْخَوْف من عَمه الْكَامِل وَقدم للخليفة تحفا عَظِيمَة وجواهر نفيسة فَأكْرمه الْخَلِيفَة وخلع عَلَيْهِ وعَلى أَصْحَابه وَكَانَ النَّاصِر دَاوُد متطلعا إِلَى أَن يحضرهُ الْخَلِيفَة فِي ملإ من النَّاس وَطلب ذَلِك مرَارًا فَلم يجبهُ الْخَلِيفَة إِلَى ذَلِك مُرَاعَاة لخاطر عَمه الْكَامِل صَاحب مصر فَكتب إِلَيْهِ أبياتا تَتَضَمَّن الاستعطاف فَجمع بَين المصلحتين واستحضره لَيْلًا ثمَّ عَاد النَّاصِر بعد ذَلِك إِلَى الكرك
وَمن غرائب الِاتِّفَاق فِي أَيَّامه انه وَقع خلف بَين مُلُوك بنى أَيُّوب بالديار المصرية والممالك الشامية فَبعث الْخَلِيفَة الْمُسْتَنْصر محيى الدّين بن الجوزى ليصلح بَينهم

2 / 79