Maathir Abrar
مآثر الأبرار
Genres
[المراد من لفظ الوصي إذا أطلق]
وقوله: زوج الوصي.
إعلم أن الوصي إذا أطلق، فقيل: وصي رسول الله فالمراد به علي -عليه السلام- حقيقة دون غيره من الصحابة؛ والحجة على ذلك: ما رواه الفقيه حميد، بإسناده إلى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده علي، أنه قال: لي عشر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما أحب أن لي بإحداهن ما طلعت عليه الشمس، قال لي: ((يا علي، أنت أخي في الدنيا والآخرة، وأقرب الخلائق مني في الموقف يوم القيامة، منزلي يواجه منزلك في الجنة كما يتواجه منزل الأخوين في الله، وأنت الولي، والوزير، والوصي والخليفة في الأهل والمال والمسلمين في كل غيبة، وأنت صاحب لوائي في الدنيا [والآخرة] ووليك وليي، ووليي ولي الله، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله)).
قال الفقيه حميد -رحمه الله-: وقد انعقد الإجماع من الأمة على إطلاق هذه اللفظة -يعني الوصي- على علي -عليه السلام-.
قال: فليت شعري كيف يكون وصيا على الأمة عموما، والثلاثة المشائخ أئمة قبله، وولايتهم عند من قال بإمامتهم ثابتة عليه، وهل في ذلك إلا المناقضة التي لا تخفى على منصف؟!
رجع إلى قوله :
بعد انقيادهما للحق لو تركا
رأى المغيرة شيخ المكر والغرر
لشبهة ما لها أصل لمنتقد
والشك في صغر الإقدام والكبر
الضمير في انقيادهما عائد إلى أبي بكر وعمر وقد تقدم طرف من أمرهما.
Page 184