89

قال الفقيه حميد: وروى صاحب (المحيط بالإمامة) : أن أبا بكر أخرج وكيل فاطمة من فدك، وطالبها بالبينة بعد شهر من موت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجاءها وكيلها، فقال: أخرجني أبو بكر؛ فسارت فاطمة إلى أبي بكر ومعها أم أيمن، ونسوة من قومها فقالت: فدك بيدي أعطانيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتعرض صاحبك لوكيلي فقال: يا بنت محمد، أنت عندنا مصدقة إلا أن عليك البينة، فقالت: يشهد [لي] علي بن أبي طالب، وأم أيمن، فقال: هاتي؛ فشهدا وكتب لها صحيفة فختمها ؛ فأخذتها فاطمة فاستقبلها عمر، فقال: يا بنت محمد، هاتي الصحيفة، فأخذها ونظر فيها فتفل فيها، ومزقها، فاستقبلها علي بن أبي طالب -عليه السلام- وقال: مالك -يا بنت محمد غضبى ؛ فذكرت له ما صنع عمر فقال: ما ركبوا من أبيك ومني أعظم من هذا، قال: فمرضت فجاءا يعودانها، فلم تأذن لهما فجاءا من الغد فأقسم علي عليها؛ فأذنت لهما، فدخلا وسلما، فردت عليهما سلاما ضعيفا، ثم قالت: سألتكما بالله الذي لا إله إلا هو هل سمعتما من رسول الله يقول: ((من آذى فاطمة فقد آذاني )) فقالا: اللهم، نعم. قالت: فأشهد أنكما قد آذيتماني.

قال الفقيه حميد: وقد تقرر في الأخبار أن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها، ومتى كان الخبر مقطوعا به كان الحال في عصمتها ظاهرا جليا، لأن النبي أخبر بذلك مطلقا.

قال: وهذا يقتضي أن يكون غضبها من قضية أبي بكر؛ لأنها وقعت خطئا وإن الله قد غضب لغضبها في ذلك.

قال: وهذا يقتضي أن يكون قضاؤه باطلا.

Page 179