84

وروي أن الحسن بن علي -عليهما السلام- كتب إلى أهل البصرة كتاب الدعوة، وترحم عليهما فيه، وقال: إن الله قد بعث محمدا وكان الناس على ضلالة فهدى به الخلق ثم قبضه، ونحن أحق الناس بمكانه غير أن قوما تقدمونا فاجتهدوا في طلب الحق، فكففنا عنهم تحريا لإطفاء نار الفتنة حتى قام قوم فغيروا وبدلوا فحاربناهم.

وروي عن زين العابدين أنه ترحم عليهما، وروى أبو مخنف عن زيد بن علي أنه سئل عنهما؟ فقال: لا أقول فيهما إلا خيرا؛ فكان ذلك سبب خذلان القوم له؛ فلذلك سماهم روافض في قصة طويلة.

وروي عن الصادق أنه قيل له: ما تقول في أبي بكر؟ فقال: ما أقول في رجل ولدني مرتين يعني من قبل الأمهات.

وكان الناصر الأطروش يترحم عليهما ويثني عليهما في كتبه.

قلت: ونقلت من كتاب (الرياض المستطابة) للفقيه يحيى بن أبي بكر العامري الحرضي المحدث ما لفظه: ومن كلام الإمام المنصور بالله في جواب المسائل التهامية فإنه -رضى الله عنه- يعني المنصور بالله أثنى عليهم يعني كبار الصحابة وعدد من آثارهم على غيرهم، قال فيهم: وهم خير الناس على عهد رسول الله وبعده فرضي الله عنهم وجزاهم عن الإسلام خيرا، ثم قال: فهذا مذهبنالم نخرجه غلطة، ولم نكتم سواه تقية، ومن هو دوننا مكانا وقدرة يسب ويلعن، ويذم ويطعن، ونحن إلى الله تعالى من فعله براء وهذا ما يقضي به علم آبائنا منا إلى علي -عليه السلام-، وفي هذه الجهة من يرى محض الولاء سب الصحابة والبراءة منهم فيتبرأ من محمد من حيث لا يعلم، وأنشد:

إذا كنت لا أرمي وترمي كنانتي

تصب جانحات النبل كشحي ومنكبي

انتهى كلام المنصور.

Page 174