253

ولما طلع الفجر خرج الحمالون، وخرج معهم، [ففلت ومضى] فلما أصبحوا، وفتحوا الباب لم يجدوه، [و] أعلموا مسرورا بخبره فدخل على المعتصم حافيا متحسرا مستسلما للقتل، وأخبره الخبر، فقال له: لا بأس عليك، إن كان ذهب فلن يفوت إن ظهر لنا أخذناه، وإن آثر السلامة واستتر تركناه.

فقال[له] مسرور: إنما هذا بفضلك يا أمير المؤمنين، لو جرى هذا في أيام الرشيد قتلني.

نعم:وقد اختلفوا في أمره -عليه السلام، فقيل: رجع إلى الطالقان فمات فيه، وقيل: انحدر إلى واسط، أكثر ما حققة أهل العلم بهذا الشأن.

وقيل: بل سمه المعتصم بعد ذلك باغتيال، وذهبت طائفة إلى أنه حي على ما تذهب إليه الإمامية.

واعلم أن الطالقان: اسم مدينتين أحدهما بخراسان، وهي التي خرج بها هذا الإمام، والمدينة الثانية من أعمال قزوين، وهي بلد الصاحب الكافي إسماعيل بن عباد، الوزير المشهور، الشيعي، المحقق المذكور، الذي جمع بين رئاستي السيف والقلم، والفصاحة البالغة، والكرم، ورزق السعادة حيا وميتا، وورث الندوة الندامة والوزارة على وجه كمل له به النبل وانتظم، فهو كما قال فيه الرستمي :

ورث الوزراة كابرا عن كابر

موصولة الإسناد بالإسناد

يروي عن العباس عباد وزا

رته وإسماعيل عن عباد وما أحسن قوله :

Page 354