171

قال ابن جرير : فلما فرغ ابن زياد من التوابين جاءه نعي مروان، فوثب عليه المختار بن أبي عبيد وجاءته الإمداد من البصرة، والمدائن، والأمصار، وأقام معه إبراهيم بن الأشتر النخعي، وخرجت الشيعة معه ينادون: يا ثارات الحسين، فقتل المختار من شهد قتل الحسين بأقبح القتلات وأشنعها، فلم يبق من الذين قاتلوا مع عمر بن سعد أحد، وبعث إلى الذي حمل رأس الحسين [إلى زياد] فأحاطوا بداره فاختبأ في الكنيف فأخرجوه ومثلوا به وحرقوه، وقال المختار: لأقتلن رجلا يرضى بقتله أهل السماوات وأهل الأرض، وكان قد أعطى عمر بن سعد أمانا على أن لا يخرج من الكوفة، فأتى رجل إلى عمر، فقال له: قد قال المختار كذا وكذا، والله ما يريد سواك، فأرسل إليه عمر ولده حفصا، وقال له: يقول لك أبي أن تفي لنا بالذي وعدتنا وبالذي كان بيننا، فقال له المختار: إجلس، ثم سار رجلان فغابا ثم عادا وبيد أحدهما رأس عمر بن سعد، فقال ولده حفص: أقتلتم أبا حفص؟ فقال[له] المختار: وأنت تطمع في الحياة بعده، لا خير لك فيها، ثم ضرب عنقه، وقال المختار: عمر بالحسين، وحفص بعلي بن الحسين ولا سواء، ثم قال: والله لو قتلت ثلاثة أرباع قريش ما وفوا ولا بأنملة من أنامله، ثم قتل شمرا أقبح قتلة، وقيل: ذبحه كما ذبح الحسين، وواطأ الخيل صدره وظهره، وبعث المختار بالرؤوس إلى محمد بن الحنفية.

Page 264