Maathir Abrar
مآثر الأبرار
Genres
[طرف من أخبار الخوارج]
قوله عليه السلام :
ومن موارق جاءت بالبوائق من
بين الخلائق وانقادت لكل جري
تعد أشقى مراد من أفاضلها
وذا الثدي وداعي غيها قطري
الموارق هنا: [هم] الخوارج، وسموا موارق؛ لحديث سيأتي، ويسمون أيضا: الشراة، والحرورية، والمحكمة، ويرضون بذلك، ولا يرضون بتسميتهم المارقة، ويجمع مذهبهم القول بإكفار علي وعثمان ومن أتى كبيرة، وأصول مذهبهم خمس: الأزارقة منسوبون إلى نافع بن الأزرق والأباضية إلى عبد الله بن يحيى بن أباض، والصفرية إلى زياد الأصفر، والبيهسية إلى أبي بيهس، والنجدات إلى نجدة بن عامر ثم تشعبوا، وأنشأ مذهبهم عند التحكيم عبد الله بن الكوى وعبد الله بن وهب وفارقا عليا، ولهم وقائع في التواريخ.
وأما تسميتهم بالموارق، فلما روى ابن إسحاق، عن النبي أنه كان يقسم الغنيمة يوم حنين، فوقف عليه رجل من بني تميم، يقال له: ذو الخويصرة، فقال له: يا محمد، قد رأيت ما صنعت في هذا اليوم. فقال له النبي: ((أجل، فكيف رأيت؟)) فقال: لم أرك عدلت؛ فغضب النبيوقال: ((ويحك!! إذا لم يكن العدل عندي فعند من يكون ؟)) فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، ألا نقتله؟ فقال: ((دعوه، فإنه سيكون له شيعة، يتعمقون في الدين، حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية، ينظر في السهم فلا يوجد شيء، ثم في القدح فلا يوجد شيء، ثم في الفقو فلا يوجد شيء سبق الفرث والدم)).
Page 230