وبعد الغداء اقترح ابن أخيه الشريف محمد بن فوزان أن يريني موقع العُزّى بالمشاهدة، فشكرته على ذلك وكان في الرفقة أخوه الشريف حمود وهما من أعرف الناس بهذه الديار، فصعدنا في نخلة فافترقت إلى شعبتين: يسرى تسمى الزرقاء، ويمنى تسمى حُراضًا، فسرنا في حراض فجاءنا من اليمن شعَب يسمى سُقامًا، فسرنا فيه فإذا نحن أمام سِدٍّ صخري يسقط من فوقه شلال من أروع المناظر، فأوقفنا سيارتنا فصعدنا ذلك السد فأفضى بنا إلى فرعه في الجبل يسح الماء بها على وجه الأرض فسرنا فافترق سقام إلى شعبتين أحداهما تسمى الصِّر والأخرى تسمى أم جَرَاد، فوجدنا أثار رموس، قال الشريف محمد بن فوزان: إن هذا موقع العُزَّى.
وفي أخبار الأصنام إنّ العُزى صنم بنخلة الشامية، وقيل في سقام وقيل في حراض، والكل صواب.
وكانت قريش وهذيل وسُلَيم تعظم العزى وكان سدنتها بنو شيبان من سليم .. وكانت اللاَّت بالطائف والعزى بنخلة ومناة بقُدَيد من أعظم (أصنام العرب). إلا أن بعض الموحدين تركها وعابها قبل الإسلام.
ولذا يقول زيد بن عمرو بن نُفَيل:
تركنا اللاَّت والعُزّى جميعًا ... كذلك يفعل الجلد الصبور
فلا العُزّى أدين ولا أبتنيها ... ولا صنمي بني عمرو أزور
ولا هُبلًا أزور وكان ربًّا ... لنا في الدهر إذ حلمي صغير
وكان رسول الله ﷺ أرسل خالدًا لهدم العزى بعد الفتح