Ma'alim Fi Al-Suluk Wa Tazkiyat Al-Nafs
معالم في السلوك وتزكية النفوس
Publisher
دار الوطن
Edition Number
الأولى ١٤١٤هـ
Genres
قيام القلب بحقيقة الخدمة والجوارح تبع.
والطائفتان متقابلتان أعظم تقابل، هؤلاء لا التفات لهم إلى عبودية جوارحهم، ففسدت عبودية جوارحهم ن والمؤمنون العارفون بالله وبأمره قاموا له بحقيقة العبودية ظاهرًا وباطنًا، وقدموا قلوبهم في الخدمة، وجعلوا الأعضاء تبعًا لها، فأقاموا الملك وجنوده في خدمة المعبود، وهذا هو حقيقة العبودية) (١) .
د- أهل السنة وسط بين من يريد من الله ولا يريد الله، وبين من يريد الله ولا يريد منه، فأهل السنة يريدون الله تعالى، ويريدون من الله خلقه، قال تعالى: ﴿وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعدّ للمحسنات منكن أجرًا عظيمًا﴾ (الأحزاب آية ٣٣) وأما الذين يريدون من الله ولا يريدون الله، فهؤلاء ليس في قلوبهم غير إرادة نعيم الجنة المخلوق، كحال أكثر المتكلمين، المنكرين رؤية الله تعالى، والتلذذ بالنظر على وجهه في الآخرة، وهم عبيد الأجرة المحضة ن فهؤلاء لا يريدون الله تعالى وتقدس، زمنهم من يصرح بأن إرادة الله تعالى محال (٢) .
وأما الذين يريدون الله ولا يريدون منه، فكحال الصوفية..
ومنشأ اشتباه واضطراب كلا الفريقين أنهم ظنوا أن الجنة التنعم بالمخلوق من أكل وشرب ونكاح ولباس ... ثم صاروا فريقين، أحدهما: أنكروا رؤية المؤمنين لربهم كالمتكلمين من المعتزلة والجهمية ونحوهم، والفريق الآخر أثبتوا الرؤية، لكن اخطؤا من جهة أنهم جعلوا ذلك خارجًا عن الجنة، فاسقطوا حرمة اسم الجنة (٣)
_________
(١) بدائع الفوائد ٣ / ٢٢٩، ٢٣.، وانظر إغاثة اللهفان ١ / ١٨٧.
(٢) انظر تفصيل ذلك في مدا رج السالكين ٢ /٨٢.
(٣) انظر تفصيل ذلك في: مجموع الفتاوى لابن تيمية ١./٦٩٤- ٧..، ومدا رج السالكين ٢/ ٨٢، ٨٣.
1 / 28