Ma Yatabaqqa Kull Layl Min Layl
ما يتبقى كل ليلة من الليل
Genres
محنة الجنقو لا تنفصل عن محنة الشعب السوداني كله.
وتظل الكتابة عندي طقس حر لا يعترف بقيد، ولا سلطة، ولا مصنفات أدبية، ولا قانون نظام عام، الكتابة هي التي تخلق قانونها وأخلاقها ودياناتها السرية، ومشهدها القومي وقارئها أيضا. - كيف تصف لنا تضاريس راهن المشهد الثقافي السوداني؟ - المشهد الثقافي السوداني اليوم ضعيف على مستوى المؤسسات والاهتمام الرسمي، حيث لا توجد مجلات أدبية أو جرائد متخصصة في الثقافة، لا توجد دور عرض قومية أو اهتمام مؤسسي سوى بعض المسابقات هنا وهنالك ما بين وقت وآخر، حسب أمزجة أولي الأمر الذين تنام الثقافة في ذيل مراقد أولوياتهم، والحق يقال: ليست الثقافة وحدها تبقى هنالك في الذيل، ولكن الصحة والتعليم والخدمة الاجتماعية، ولكن يظل المشهد الثقافي واعدا بمجهودات المثقفين والكتاب الشخصية والذاتية، يراهن على الأجيال الجديدة في مجالات الإبداع الشتى، التي قامت على أكتاف أسماء كبيرة سبقتها، مثل: بشرى الفاضل، وتابان لولي ينج، السر آناي، إبراهيم إسحق، عيسى الحلو، مبارك الصادق، بثينة خضر مكي، زينب بليل، الطيب صالح، محمود محمد مدني، علي المك، محمد المهدي بشري، عالم عباس، النور عثمان أبكر، الفيتوري، كمال الجزولي، صلاح أحمد إبراهيم، عبد القدوس الختم، نبيل غالي، علي مؤمن، مجذوب عيدروس، محمد المهدي المجذوب، عبد الله شابو، وغيرهم، ويكفي اليوم أن نستعرض بعض الأسماء لتضح صورة المشهد الآن، في مجال الرواية نجد: منصور الصويم، أمير تاج السر، إبراهيم سلوم، حمد الملك، أبكر آدم إسماعيل، محسن خالد، طارق الطيب، جمال محجوب، عباس عبود، محمد جميل، الحسن البكري، محمد الطيب، هشام آدم ومحمد خير وغيرهم.
وفي مجال القصة القصيرة هنالك أحمد أبو حازم، أحمد عوض، استلا قايتانو، رانية مأمون، سارة الجاك، رامية رحمة، جمال طه غلاب، عصام أبو القاسم، فايز حسن العوض، عادل القصاص، يحيى فضل الله، كلتوم فضل الله، م.م.م. عثمان، الهادي راضي، وغيرهم.
وفي الشعر: نجد من أسماء هذا الجيل نجلاء عثمان التوم، الصادق الرضي، بابكر الوسيلة، عاطف خيري، عصام عيسى رجب، محمد الصادق، نصار الحاج، محمد مدني، رانية محجوب، محفوظ بشري، مأمون التلب، قرنق توماس، مارول مارول، أحمد النشادر، إشراقة مصطفى، خالد حسن، إيمان آدم وآخرين.
وفي النقد: يمكن أن نذكر بعض الأسماء الجادة، مثل هاشم مرغني، صلاح عوض الله، إبراهيم عابدين، أحمد الصادق، معاوية البلال، محمد الربيع محمد صالح، محمد جيلاني، وفاء طه، لمياء شمت.
معترفا بانحيازي لجيل التسعينيات، الذين استفادوا من تجارب من سبقوهم، وبنوا على ما تحصلوا عليه من تواصل إنساني ومعلوماتي في عصر ثورة الاتصالات وخاصة الإنترنت، واحتكوا جيدا بكتاب من جيلهم وأجيال سبقتهم في الوطن العربي وخارجه، وساعد المهجر أيضا في أن ترفد الرواية بكتاب شباب لهم ثقافة هجين، بالتالي اتسمت كتاباتهم بما هو مهجري وسوداني، بما هو عالمي ومحلي، وبما هو شخصي وعام. - هواجس الكتابة لدى الكاتب السوداني عموما ولدى بركة ساكن على وجه الخصوص. - يتباين الكتاب السودانيون في تلك كثيرا، حسب مدارسهم الفنية والأدبية، ومنطلقاتهم الأيدلوجية ورؤيتهم للأدب، فالبعض يرى أن الكتابة يجب ألا تتناول قضايا الواقع السوداني، مثل الحروب التي استمرت منذ استقلال السودان إلى اليوم، الصراع المر في دارفور، الحريات الشخصية، قضايا الهوية، بل يجب عليها أن تحلق عاليا في مجاهل اللغة الجميلة الشاعرية، وعوالم الحب ودواخل الإنسان، وهم كثرة، ولهم الحق في ذلك.
والبعض يرى غير ذلك - وأنا واحد من ذلك البعض - وهم قلة، حيث إن مشروعي هو الإنسان في كل حالاته: في فرحه وأحزانه، في تقواه وضلالاته، في جنونه ووعيه، وبالتالي أهتم بقضايا المجتمع، أتعامل مع الواقع مطوعا كل أعمالي وخبراتي الكتابية لذلك، فهاجسي الآن هو حرب دارفور ومعاناة التشريد والموت والفقر والجهل التي يعيشها الناس هنالك، كلما رأيت جندا يتوجهون لدارفور، كلما أرسل الصينيون طائرات وناقلات عسكرية للسلطة، كلما رأيت قاطرات تحمل دبابات ومدافع لدارفور، كلما شممت رائحة بندقية، كلما رأيت مسئولا يكبر ممجدا الحرب، كلما احتفل حربيون بانتصاراتهم، بكى قلبي، وانجرحت أحبار الكتابة، وانحاز قلمي للواقع. - مدى اطلاعكم على التجارب الإبداعية في الجزائر؟ - جزء مما تتلمذنا عليه كان من تلك الكتابات الجميلة لجزائريين، ويعجبني بصورة خاصة رشيد بوجدرة، وقرأته منذ وقت بعيد، وظللت أقرأه إلى اليوم، بالتأكيد قرأنا الطاهر وطار، وواسيني الأعرج الذي أعجبت بعالمه الجميل ولغته المدهشة، قرأنا لكثيرين آخرين عبر الشاشة العنكبوتية وموقع «المحلاج» للغرباوي، ولدي صداقات مع بعض المبدعين الجزائريين، مثل سهيلة بورزق صاحبة موقع «فوبيا»، ولقد نشرت لي ضمن كتاب سودانيين آخرين ثلاث قصص في ببلوغرافيا القصة السودانية بعنوان «غابة صغيرة»، وكانت قد صدرت ضمن فعاليات الجزائر عاصمة للثقافة العربية، أعدها الشاعر نصار الحاج.
Unknown page